وثيقة أردنية سرية تقترح خطوات لتغيير متدرج لسلوك النظام

اقترحت وثيقة سرية أردنية مقاربة جديدة للتعامل مع الحكومة السورية، تهدف إلى تغيير متدرج لسلوك الحكومة، وصولاً إلى «انسحاب جميع القوات الأجنبية» التي دخلت إلى سوريا بعد عام ألفين وأحد عشر.

مع تفاقم الازمة في سوريا كان قد جرى نقاش في الفترة الماضية بين قادة عرب حول وثيقة سرية اطلع عليها مسؤول غربي رفيع المستوى، بينهم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيسين الأميركي جو بايدن في واشنطن في تموز الماضي والروسي فلاديمير بوتين في آب على هامش اجتماع قمة بغداد.

المسؤول الغربي أوضح لصحيفة «الشرق الأوسط» أن بعض الخطوات التطبيعية مع الحكومة السورية التي جرت في الفترة الأخيرة «تلامس هذه المقاربة الجديدة أو مستوحاة من روحها».

فرض تسويات في الجنوب وإبعاد إيران وتخفيف عقوبات قيصر

وأشار إلى أن التحركات الأردنية، تستند إلى أفكارها، إذ أن عمان حصلت على دعم واشنطن لمد خط الغاز عبر الأراضي السورية من مصر والأردن إلى لبنان، ووعدت بتقديم ضمانات خطية بعدم شموله بـعقوبات «قانون قيصر» المفروض على دمشق، وتقديم البنك الدولي الدعم المالي لإصلاح الخط جنوب سوريا.

في المقابل، تزعمت روسيا جهوداً لفرض تسويات في درعا وريفها لا تتضمن تهجير مدنيين إلى الأردن، وقد تؤدي إلى وقف توسع نفوذ إيران، بالتزامن مع فتح عمان الحدود مع دمشق وتبادل زيارات رفيعة المستوى، عسكرية وأمنية واقتصادية.

التركيز على تغيير تدريجي لسلوك الحكومة السورية مقابل حوافز للشعب

وتقترح «الوثيقة» مقاربة جديدة مؤثرة بما يؤدي إلى إعادة التركيز على الحل السياسي في سوريا وفق القرار الدولي 2254، بطريقة تقوم على سلسلة من الخطوات التراكمية، تركز على «محاربة الإرهاب واحتواء النفوذ المتصاعد لإيران»، على أن يكون هدف هذه المقاربة «تغيير تدريجي لسلوك الحكومة السورية»، مقابل حوافز تنعكس إيجاباً على الشعب السوري وعودة اللاجئين والنازحين.

انسحاب العناصر غير السورية والقوات الأجنبية من البلاد

وبين الاقتراحات أن يكون الطلب الأولي «انسحاب كل العناصر غير السورية من خطوط التماس»، ثم «انسحاب جميع القوات الأجنبية التي دخلت بعد عام 2011»، مقابل انسحاب القوات الأميركية وتفكيك قاعدة التنف على الحدود السورية – الأردنية – العراقية، وفتح قنوات للتنسيق بين الحكومة السورية، ونظيراتها في الدول المجاورة لضمان أمن الحدود.

تحرك دولي بخصوص سوريا قد ينتج عنه توافق روسي أمريكي ينهي الأزمة

وخلال السنوات الماضية طرحت الكثير من المبادرات وعقدت عشرات الاجتماعات والمؤتمرات بخصوص الأزمة السورية لكنها لم تنجح في التوصل لحلول بسبب عدم وجود رغبة حقيقية لدى المجتمع الدولي لحل الأزمة .. لكن مؤخراً جرت لقاءات ثنائية أمريكية روسية بخصوص سوريا وتم استدعاء بشار الأسد إلى موسكو وزار وفد من مسد والإدارة الذاتية موسكو وواشنطن وهو ما فسره مراقبون على أنه تحرك دولي لحل الأزمة .. فهل تشهد سوريا انفراجة بعد عشر سنوات الدمار والخراب والصراع على السلطة ؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى