يصادف اليوم 15 من أيلول الذكرى الخامسة لهجوم داعش على كوباني

يصادف اليوم مرور خمسة أعوام على بدء مرتزقة داعش هجومهم على مقاطعة كوباني، والتي تمكنت مقاومتها من ايقاف تقدم داعش لأول مرة، وأصبحت نقطة تحول في مسار توسعه إلى انحساره وتبدده، والأساس الذي بني عليه تحالف القضاء على داعش.

في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات، في الخامس عشر من أيلول ألفين وأربعة عشر، هاجم الآلاف من مرتزقة داعش بإيعاز من تركيا مقاطعة كوباني المحاصرة، مستخدمين كافة صنوف الأسلحة الثقيلة التي حصلوا عليها من محافظتي الرقة والموصل، فضلاً عن الدعم المباشر من الدولة التركية.

وبدأ داعش بشن هجوم شامل وكبير على قرى مقاطعة كوباني التي كان يحاصرها من ثلاث جهات بينما كانت تركيا تحاصر الجهة الرابعة، وسرعان ما احتل عدداً من القرى نظراً للقوة العسكرية الكبيرة والتفوق العددي الذي كان يملكه، إذا ما قورنت بتلك التي كانت بحوزة وحدات حماية الشعب، حيث لم تكن تملك أية أسلحة ثقيلة أو مدرعات، واقتصرت مقاومتها على الأسلحة الفردية، والتي لم تكن كافية لإيقاف زحف داعش نحو مدينة كوباني، لتبدأ اسطورة المقاومة داخل أزقة المدينة، حيث خاضت الوحدات أشرس المعارك، وواجه داعش لأول مرة مقاومة بطولية أمام توسعه في سوريا والعراق، والتي ستكون فيما بعد الأساس الذي سيرسم عليه خريطة زواله.

ومع اشتداد المعارك لم يكن أمام أكثر من ثلاثمئة ألف مدني، إلا النزوح نحو الشريط الحدودي مع شمال كردستان ومدينة سروج، والذين شكلو حائطا بشرياً على الحدود لمنع تدفق مرتزقة داعش من تركيا إلى كوباني.

مقاومة كوباني أصبحت الأساس الذي بدأ منها رسم خريطة زوال داعش ومشروعه الظلامي

وداخل المدينة كانت وحدات حماية الشعب والمرأة، تبدي مقاومة بطولية قل نظيرها عبر التاريخ، وتصدّرت مقاومة كوباني جدول أعمال أروقة السياسة، ووسائل الإعلام، والرأي العام العالمي، وخرجت مسيرات داعمة لها عبر العالم من حيث لم يسبق لأحد أن وقف بوجه داعش، فأعطت مقاومة كوباني أملاً لشعوب المنطقة والأحرار عبر العالم، للقضاء على هذا المشروع الظلامي المتمثل بداعش، مما دفع بالتحالف الدولي لعرض المساعدة والبدء بتنفيذ ضربات جوية ضد مواقعه.

تمكنت مقاومة كوباني وبمؤازرة جوية من التحالف الدولي، من طُرد داعش إلى خارج المدينة في السادس والعشرين من كانون الثاني ألفين وخمسة عشر، الأمر الذي خلط كل الأوراق والمراهنات التي كانت تعول عليها تركيا وغيرها من الأطراف الداعمة لداعش، وأصبحت هذه المقاومة نقطة تحول في مسار توسع داعش وتمدده إلى انحساره وتبدده.

ومع طرده من كوباني بدأت سلسلة هزائمه، حيث تابعت وحدات حماية الشعب والمرأة بمؤازرة من التحالف الدولي تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة داعش، الواحدة تلو الأخرى، لتزرع الأمل من جديد وتؤسس لبناء قوات سوريا الديمقراطية، المشكّلة من مختلف مكونات المنطقة، والتي قضت على دولة داعش المزعومة، وأنقذت العالم من هذا المشروع الإجرامي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى