المونيتور الأمريكي: الوجود التركي في ليبيا يبقى مصدر التوتر

قال موقع المونيتور الأمريكي إن تركيا ربما تمكنت من تجنب الضغط في مؤتمر برلين بشأن ليبيا، لكن مع اقتراب الانتخابات، سيظل الوجود العسكري التركي في البلاد مصدر التوتر، كما واتهمت بعض الأوساط الليبية تركيا أيضاً بالسعي لتحقيق مكاسب اقتصادية من خلال تدخلها العسكري.

ربما تمكنت تركيا من درء الضغط لسحب وجودها العسكري في ليبيا من خلال الموافقة على سحب المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم إلى هناك، ولكن سياسات أنقرة توسّع الانقسام بين الجهات الليبية المتنافسة وتوسّع الجبهة المناهضة لأنقرة على الساحة الدولية، حسب تقرير لموقع المونيتور الأمريكي.

واستضافت ألمانيا مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا قبل أيام في محاولة لدفع الجهود المبذولة لإجراء الانتخابات على مستوى البلاد بموجب خارطة طريق تم الاتفاق عليها كجزء من الجهود التي تقودها الأمم المتحدة.

ومع ذلك، لم يتم إحراز أي تقدم في الجهود المبذولة لدمج المؤسسات الليبية المتنافسة، أو تشكيل جيش وطني، أو تحييد المجموعات الليبية غير النظامية، أو صياغة دستور جديد وقوانين انتخابات. إذ تحول وجود المسلحين والمرتزقة الأجانب في البلاد إلى عقبة رئيسة أمام كل الجهود المبذولة على هذه الجبهات.

وتتمثل استراتيجية أنقرة في المساومة على المرتزقة السوريين الذين نقلتهم إلى ليبيا في محاولة لإبقاء القوات التركية في البلاد.

وكجزء من هذه الاستراتيجية، سعت تركيا إلى إجبار حكومة الوحدة الوطنية الليبية على دعم موقف أنقرة , حيث قام وفد كبير رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والدفاع والداخلية في تركيا وكذلك المتحدث باسم الرئاسة ورئيس المخابرات ورئيس الأركان العامة بزيارة غير معلنة إلى ليبيا التي مزقتها الحرب، في الثاني عشر من حزيران المنصرم.

وفي ظل عدم وجود آلية لفرض انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا فإن الأمر يتوقف على المفاوضات بين الأطراف المعنية، ولا سيما بين روسيا وتركيا – وهما قوتان متورطتان بشدة في الصراع.

وبصرف النظر عن وجودها العسكري، اتهمت بعض الأوساط الليبية تركيا أيضاً بالسعي لتحقيق مكاسب اقتصادية من خلال تدخلها العسكري. حيث أثارت دعوت أردوغان نظيره الأذربيجاني إلهام علييف لاستثمارات مشتركة في قطاع الطاقة الليبي غضب الكثيرين في البلاد.

وفي غضون ذلك، فإن إصرار أنقرة على إبقاء قواتها ومرتزقتها في البلاد يقوض أيضاً جهودها لتحسين العلاقات مع مصر، التي تطالبها بالانسحاب الكامل من ليبيا قبل أن يتحقق التطبيع بين البلدين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى