أردوغان والإسلام السياسي..نظرة حصانة متبادلة

أكد الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أن نظرة الحصانة ستبقى متبادلة بين نظام أردوغان الفاشي الذي يرى أهمية وجود هذه التنظيمات، وبين هذه المجموعات التي ترى وجود أردوغان يمثل حصانة قوية لها.

بعد تولي زعيم الفاشية التركية أردوغان رئاسة البلاد مجدداً، وما سبقها من تقدم جهوده للتوفيق بين علاقاته في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يبدو أنه مصمم على إقناع خصومه السابقين بأن طرقه القتالية أصبحت من الماضي، مع وجود أجندة تطبيع في العمل مع مصر والمملكة العربية السعودية، فضلاً عن تحوّل مفاجئ في علاقته مع الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.

أربع دول يطبع زعيم الفاشية التركية أردوغان علاقاته معها، وهي المعروفة بعداوتها للحركات الإسلامية وعلى رأسها “الإخوان المسلمين”، فما مصير هذه الحركات؟

الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أجاب عن ذلك قائلاً إن “أردوغان استضاف الإخوان في تركيا وأعطاهم الجنسية، فضلاً عن الإقامات التي منحها لقطاعات كبيرة لمن ينتمون للجماعة، وهذا يدل على أن تركيا احتضنت وما زالت محتضنة لكل حركات الإسلام السياسي بالعموم والإخوان على وجه الخصوص”.

وأضاف الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي أن “أردوغان هو داعم لكثير من الجماعات المتطرفة، لذلك يراهن أنه في حال عدم وجود دعم كامل في السنوات الخمس القادمة، سيستخدم هذه التنظيمات من أجل تحقيق أهدافه أو مصالحه السياسية أو مصالح دولته في ظل الفترة القادمة”.

أما هذه الجماعات المتطرفة بحسب أديب، فتنظر إلى وجود زعيم الفاشية التركية أردوغان على أنه حصانة حقيقية لوجودها، سواء “الإخوان” أو غيرها”، لذلك ستبقى هذه النظرة متبادلة بين نظام أردوغان الفاشي الذي يرى أهمية وجود هذه التنظيمات، وبين هذه التنظيمات التي ترى وجود أردوغان يمثل حصانة قوية لها.

وكان زعيم الفاشية التركية أردوغان قد تبنى بعد بدء ما يسمى “الربيع العربي” في عام 2011، الجماعات الإسلامية السياسية المرتبطة بالإخوان كوسيلة للتدخل في شؤون الشرق الأوسط والعالم الإسلامي الأوسع. وهو ما أثار غضب زعماء الدول الذين ينظرون إلى جماعة “الإخوان” على أنها تهديد لاستقرارهم.

ولكن الشرق الأوسط قد تغيّر بشكل كبير، ويبدو أردوغان أقل قوة مما كان عليه قبل عقد من الزمان، إن احتضانه للإخوان جاء في وقت كان أقوى في الداخل، مما سمح له بممارسة دعم الإخوان بشكل أكثر فعالية في المنطقة.

ولكنه اليوم يعاني من تراجع معدلات الموافقة والاقتصاد التركي الذي يعاني من ارتفاع معدلات التضخم والبطالة المرتفعة والليرة التركية المتناقصة. ومع موقفه السياسي غير الآمن، اضطر أردوغان إلى البحث عن طرق للخروج من عزلته الجيوسياسية، وشمل ذلك إجراء تعديلات مع قوى معادية لاحتضانه لجماعة “الإخوان المسلمين”.

باحثون: الفاشية التركية تجدد النكسة عبر استخدام “الأخوان المسلمين” لضرب العرب

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى