أطفال الشهباء..ضحايا الحصار وحرب التجويع

مع تشديد قبضة الحصار علي حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، وممارسة القرصنة على الوقود والغذاء والدواء, ألقى هذا التصرف الهمجي بظلاله القاتمة على أطفال الحيين لترسم مأساتهم وصمة عار على جبين العالم الأخرس.

الأحداث تتسارع والوقت أصبح يقاس بالأيام وليس بالأسابيع, صغار يتضورون جوعاً، ومرضى بلا دواء نتيجة السلوك الإجرامي والحصار على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينةحلب والذي يتسبب في حدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة وسط صمت دولي رغم الشواهد على الأرض.

تسبّب الحصار في نقص المستلزمات الطبية بمشفى الشهيد خالد فجر؛ المشفى الوحيد في الحيين، ونقصٍ في الأدوية وارتفاعاً رهيباً في أسعارها إن وجِدت.

ويضم المشفى عدة أقسام هي قسم العمليات والعناية المشددة والتصوير والأشعة وحضانة الأطفال وعيادات طبية.

ويعتمد عمل جميع هذه الأقسام على مولدة الكهرباء الخاصة بالمشفى والتي تعمل في المرحلة الراهنة، بالمخزون الاحتياطي من الوقود.

وفي السياق، أوضحت الممرضة في مشفى الشهيد خالد فجر، خديجة حسن، أن الحصار يخلق لهم أزمات عديدة، ويعيق عملهم، خصوصاً فيما يتعلق بنقص المحروقات المخصصة لعمل المشفى.

بعض الأقسام تحتاج إلى الأدوية كقسم العمليات، فبعد إجراء العملية يحتاج المريض للدواء، لكن المشفى يفتقر للأدوية، وإن استمر الحال هكذا سيضطرون إلى إغلاق هذه الأقسام.

انقطاع حليب الأطفال وتدهور الوضع الصحي في الشيخ مقصود والأشرفية نتيجة الحصار

ويبلغ عدد الصيدليات الموجودة في الحيين 54 صيدلية، منها 12 صيدلية مرخصة من قِبل مديرية الصحة والرقابة الدوائية التابعة لحكومة دمشق، والبقية مرخصة من قبل غرفة الصيادلة والمجلس الصحي لحيي الشيخ مقصود والأشرفية.

وبحسب غرفة الصيادلة، فإن عملية دخول الأدوية إلى صيدليات حيي الشيخ مقصود والأشرفية متوقفة بشكل كلي، منذ ستة أشهر، بذريعة أن تلك الصيدليات خارجة عن مناطق سيطرة حكومة دمشق.

وعن صعوبة دخول الأدوية والارتفاع الرهيب في أسعارها، تقول الغرفة: “إن دخلت سيارة محملة بالأدوية فإنها ستدفع مليون ليرة سورية للحواجز التابعة لحكومة دمشق، مقابل مرورها إلى الحيين، وهنا يضطر الصيدلاني إلى رفع سعر الدواء أضعاف سعره بسبب ما قدمه مقابل جلب علبة الدواء”.

عدم السماح بإدخال الأدوية إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية قرار سياسي والحواجز تستغله لصالحها، وتجني المال من هذه السياسة.

أما حليب الأطفال فهذه قصة أخرى، حيث باتت صيدليات الحيين خالية بشكل كامل من حليب الأطفال بسبب الحصار.

الشهباء..القطاع الصحي يصارع للبقاء وسط نقص الوقود والأدوية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى