أنقرة توسّع نشاطها الاستخباراتي ضد مناوئي أردوغان

يستمر سعي السلطات التركية عبر دبلوماسييها في أوروبا إلى تعقب المعارضين والإيقاع بشخصيات كردية لمعاقبتهم في خطوة يعتبرها مراقبون شبهات ابتزاز تستعد أنقرة للقيام بها مع القادة الأوروبيين.

يكشف توسع نشاط الاستخبارات التركية في أوروبا عبر حملات التجسس الممنهجة على المعارضين من بينهم الكرد وجلبهم إلى البلاد تحت عدة حجج لمحاكمتهم ، عن مدى تمادي أنقرة في اختراقاتها الأمنية لحلفائها في المنطقة.

فقد شكل استعراض المخابرات التركية نجاحها في استعادة أحد معارضيها الكرد من السويد نقطة مفصلية تفضح مدى المخاوف التي تعتري أردوغان من زعزعة نظام حكمه.

وقال جهاز الاستخبارات، الذي يعتبر أحد أدوات أردوغان للقيام باختراقات لدول أوروبية، إنه تمكن بالتنسيق مع السويد من جلب أحد معارضي حكم اردوغان و يدعى رسول أوزدمير الملقب بـ”زيبو”.

وتتستر أذرع الاستخبارات التركية بالعمل الدبلوماسي في أوروبا للإيقاع بشخصيات كردية معارضة بحجة إنهم يمارسون أعمالا ضد الدولة، إلا أنها تواجه صعوبات على ما يبدو في إثبات مزاعمها.

ويرى مراقبون أن الأمر لا يخلو من أن تكون وراءه شبهات ابتزاز تستعد أنقرة للقيام بها مع أوروبا، بمعنى أنها تريد إظهار أنها مستعدة للكف عن تعقب المعارضين على الأراضي الأوروبية في مقابل التوصل إلى تسوية عاجلة في ملف المهاجرين واللاجئين.

ولم يصدر تعليق من دوائر صنع القرار الأوروبي على عملية التسليم لاسيما وأن السويد ليست عضوا في التكتل، غير أنها تثير مسألة حساسة تتعلق بأمن الاتحاد الذي تطمح أنقرة إلى الانضمام إليه مهما كلفها الثمن.

ومنذ انتخاب أردوغان، الذي يقدم نفسه حاميا للإرث العثماني الإسلامي، رئيسا لتركيا قبل ست سنوات، وسعت أنقرة من حملات التجسس على المعارضين في أوروبا.

وتحدثت العديد من التقارير في السنوات الأخيرة عن إصدار السلطات التركية تعليمات لدبلوماسييها في جميع السفارات في أوروبا بالتجسس على تحركات رعاياها هناك لمعرفة المعارضين منهم لسياسات أردوغان وحزبه الحاكم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى