الأزمات تعصف بلبنان ومخاوف من تحول البلاد إلى ساحة للصراع الطائفي

يعيش لبنان على صفيح ساخن وسط أزمات تعصف بالبلاد نتيجة الوضع الاقتصادي المنهار والفراغ السياسي الذي يعيشه البلاد، إضافة إلى سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة وإرسال خيراتها إلى الحكومة السورية.

يعيش لبنان اليوم أزمات متتالية داخلياً وعلى الصعيد الإقليمي، وأمام اقتصاد منهار وفراغ سياسي يسود البلاد، باتت طوابير البنزين أحد أبرز المظاهر في الساحة اللبنانية.

وأمام أزمة المحروقات وطول الطوابير أمام محطات الوقود وقع شجاران في شمالي لبنان على خلفية شراء الوقود، ونتج عنهما سقوط 3 ثلاثة قتلى.

مقتل 3 أشخاص خلال شجارات على طوابير البنزين

وفي الشجار الأول، في مدينة طرابلس، على خلفية نزاع بيع وشراء مادة البنزين في السوق السوداء، سرعان ما تطور إلى إطلاق نار كثيف، كما ألقيت قنبلة يدوية في النزاع، وأدى إلى سقوط قتيلين.

فيما انتشرت قوات الأمن في المنطقة تحسبا لردود فعل انتقامية, وينتمي القتيل الأول لمنطقة التبانة أما الثاني فينتمي إلى منطقة البداوي المجاورة.

وفي حادث منفصل، نشب شجار بين رجلين أمام محطة وقود في بلدة بخعون في قضاء الضنية بشمالي لبنان، أسفر عن سقوط قتيل، وعدد من الجرحى.

وبدأ الشجار بتبادل اللكمات وتطور إلى استخدام السكاكين وإطلاق الأعيرة النارية، وكان القتيل قد أصيب بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى مركز طبي قريب، لكنه ما لبث أن فارق الحياة.

ويعاني لبنان من شح البنزين إلى درجة كبيرة، وهو ما تسبب في ظهور ما يسميه اللبنانيون “طوابير الذل” أمام محطات الوقود.

انخراط حزب الله في الأزمة السورية ساهم في تفاقم الأوضاع في لبنان

وتفاقمت الأزمات في لبنان خلال السنوات الأخيرة بسبب تأثر البلاد بالأزمة السورية، حيث يرى مراقبون أن حزب الله المسيطر على مفاصل الدولة يرسل خيرات البلاد إلى الحكومة السورية وهو ما يؤثر على الداخل اللبناني.

وذكرت صحيفة ”لوفيغارو” الفرنسية، إن الهوة تصاعدت في لبنان بين التيار الموالي لإيران في إشارة إلى حزب الله، وبين المجتمعات الأخرى.

مخاوف من تحول لبنان إلى ساحة للصراعات الطائفية بسبب تصرفات حزب الله

وهناك مخاوف من تكرار ”أحداث عام ألفين وثمانية، عندما سيطر حزب الله على بيروت بالقوة. واشتبك مقاتلوه مع طوائف أخرى، وخاصة الدروز والسنة. وهذه القضية حاضرة بشكل أكبر في الأذهان مع تزايد التوترات الطائفية.

وتطرقت الصحيفة الفرنسية إلى ما حدث، في أوائل الشهر الجاري في بلدة خلدة عند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث قُتل ثلاثة أشخاص من حزب الله وأصيب آخرون في اشتباك مسلّح بين عناصر من قبيلة عربية سنية وأنصار حزب الله الشيعي، خلال تشييع عنصر حزبي قتل على خلفية ثأر.

اللبنانيون مستاؤون من حزب الله ويطالبون بخروج إيران من لبنان

وتؤكد الصحيفة الفرنسية أن حزب الله يواجه معارضة متزايدة من خصومه السياسيين، الذين يقودون حملة تشويه قبل الانتخابات التشريعية لعام ألفين واثنين وعشرين.

وخلال إحياء ذكرى كارثة انفجار مرفأ بيروت، كانت هناك مطالبات بـ ”خروج إيران من لبنان”، بينما هتف آخرون ”حزب الله إرهابي!”، وهم يمثلون شريحة من اللبنانيين، لم يعد حزب الله يجسد في نظرهم المقاومة ضد إسرائيل، بل يمثل جهاز الميليشيا الذي سيطر على الدولة اللبنانية ويمنع أي تغيير سياسي، وفقاً للصحيفة الفرنسية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى