الأزمة السودانية تدخل شهرها الثاني والتنافس الدولي يحتدم على ثروات البلاد

دخلت الأزمة السودانية شهرها الثاني دون توقف للصراع المسلح بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وحليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو الشهير حميدتي قائد قوات الدعم السريع.

رغم الجهود الأميركية والسعودية لوقف إطلاق النار والاتفاق على أكثر من هدنة في السودان, إلا إن المعارك لم تتوقف ولم يلتزم كلا الطرفين بالهدنة التي تم الاتفاق عليها بعد مباحثات بالسعودية.

وعلى مدار خمسة أسابيع متواصلة لم يتوقف القتال في العاصمة الخرطوم، فضلاً عن اندلاع العنف في مناطق أخرى من البلاد، من بينها منطقة دارفور الغربية.

وتقول الأمم المتحدة إن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة قفز إلى 25 مليوناً، أي أكثر من نصف سكان السودان.

وبحسب خبراء فإن الأزمة في السودان جزء من صراع دولي على السودان تحديداً وأفريقيا بشكل عام، خاصة أن كلا الطرفان المتحاربان يرتبطان بعلاقات دولية وإقليمية متباينة، وهو ما يجعل الأمر أشبه بحرب الوكالة.

الباحثة في الشؤون الأفريقية ونائبة الرئيس التنفيذي‏ لدى ‏المركز العراقي – الأفريقي للدراسات الاستراتيجية، فريدة البنداري، ‏‏قالت إن ما يحدث بالسودان جزء من الصراع الدولي وتحديداً الأميركي – الروسي على الثروات في أفريقيا.

وأشارت الباحثة إلى أنه “عقب سقوط نظام البشير، دعمت أميركا الجيش السوداني بشكل كبير حيث ألغت العقوبات الاقتصادية، ورفعت اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. في المقابل كانت هناك علاقات روسية مع قوات الدعم السريع وزعيمها حميدتي والذي تكررت زياراته لموسكو”.

ووفقاً للباحثة في الشؤون الأفريقية فإن السودان يمتلك موقع استراتيجي على البحر الأحمر وموانئ وثروات طبيعية مثل ميناء بورتسودان، فضلاً عن الجيش السوداني على مستوى التكوين والتسليح هما المجالات الأوسع للصراع بين واشنطن وموسكو في السودان خاصة والقرن الأفريقي عامة.

وأشارت إلى أنه رغم نجاح روسيا في السنوات الأخيرة في إحداث اختراقات مهمة في القارة الأفريقية عن طريق مرتزقة فاغنر فإن المقارنة بمنافسيها (واشنطن – فرنسا) تكشف عن وجود قدر من المبالغة في تضخيم الدور الروسي في القارة الأفريقية.

وبسؤالها هل ستدفع أفريقيا ثمن الصراع بين موسكو وواشنطن؟ أكدت خبيرة الشؤون الأفريقية أن “أفريقيا ستدفع من مواردها وأرضها وشعوبها الثمن، فعندما تتصارع الأفيال لا تسأل عن العشب والأشجار الصغيرة”.

استعداد في السودان لتمديد الهدنة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى