الاحتلال التركي يستهدف من نجا من سكاكين داعش في شنكال ومخمور

يثير استهداف تركيا وقصفها الأخير لمناطق عدة في إقليم جنوب كردستان، وخاصة شنكال ومخمور، تساؤلات حول الأسباب الحقيقية للنظام التركي وزعيمه أردوغان من ورائها، فيما يبدو أنه محاولة لمنع عودة الحياة إلى تلك المنطقة التي حاول داعش إبادة شعبها سابقاً.

من سوريا إلى ليبيا إلى العراق ودول أخرى، يمضي النظام التركي في نشر الفوضى والحروب، سعياً وراء طموحات أردوغان الزائفة، بإعادة عثمنة المنطقة، سواء بتدخله المباشر في البلدان أو عبر مرتزقته من داعش والمجموعات المتطرفة الأخرى، فبعد أن فشل داعش بإقامة دولته المزعومة، على أنقاض شعوب المنطقة وثقافاتها، وفي مقدمتها شنكال التي تعرضت لجرائم إبادة على يديه، وبتوجيهات مباشرة من النظام التركي، عام ألفين وأربعة عشر، عاودت دولة الاحتلال التركية، أمس، قصفها لشنكال ومخيم مخمور ومناطق أخرى في جنوب كردستان، بعد أن خلعت تلك المناطق عنها الظلام الذي حاول داعش وممولته تركيا ترسيخه فيها.

ويبدو أن إصرار أهالي شنكال الذين تهجروا قسراً، على العودة إلى ديارهم، أزعج النظام التركي وأردوغان الذي اتخذ كأسلافه من إبادة شعوب المنطقة سبيلاً لبقائه. فقد عادت المئات من العائلات الإيزيدية؛ التي شردها داعش، إلى ديارها في شنكال. ومعها عادت الطائرات التركية لتقصف مناطقها، لتقتل من نجا من سكاكين داعش وسيوفه.

كما أن قاطني مخيم مخمور، الذين نجوا من الإبادة التركية في أوقات متفرقة في شمال كردستان، والتجؤوا إلى تلك المنطقة، رافضين الاستسلام والخنوع، أصبحوا هدفاً للطائرات التركية يوم أمس.

وكانت منطقة شنكال التي تعتبر قبلة للإيزيديين، تعرضت لهجمات مرتزقة داعش عام ألفين وأربعة عشر، وارتكبوا فيها أبشع الجرائم وشردوا أهلها، وسبوا نسائها، أمام مرأى العالم، دون أن يتدخل أحد لوقف تلك الإبادة، وما إن تحررت شنكال من داعش، وبدأ أبناؤها بتنظيم صفوفهم وإعادة الحياة إليها، حتى بدأت تهديدات أردوغان تطالها، لينفذ يوم أمس، هجمات عدوانية غادرة على تلك المنطقة، فضلاً عن مخيم “رستم جودي ـ مخمور” ومناطق أخرى في إقليم جنوب كردستان.

ويرى مراقبون أن هجمات دولة الاحتلال التركي، على إقليم جنوب كردستان، ومنطقة شنكال على وجه الخصوص، تستهدف الإيزيديين، حيث وضع أردوغان نصب أعينه، استكمال المشروع الظلامي لداعش، الذي أساسه إلغاء الآخر خدمة للخليفة المزعوم وعبادة له، إذ تعتبر شنكال إلى جانب شقيقتها كوباني رمزاً لمقاومة داعش وفكره الإجرامي، الذي يتغذى ويستمد بقاءه من أردوغان ونظامه المستبد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى