التوتر المستتر بين أنقرة وموسكو يحمل ارتدادات سلبية على مستقبل العلاقة بين البلدين

تلوح في الأفق بوادر خلافات قوية بين موسكو وأنقرة، على خلفية المواقف الأخيرة لدولة الاحتلال التي ترى روسيا أنها أقرب إلى مواقف الغرب العدائية تجاه روسيا، ما دفع مسؤولاً كبيراً في مجلس الدوما بوصف تركيا بأنها تتحوّل إلى دولة غير صديقة لروسيا.

تشهد العلاقات بين أنقرة وموسكو توتّراً مكتوماً على خلفية أكثر من قرار للفاشية التركية أثار قلق وغضب روسيا، خاصة بعد موافقتها على تسليم قادة فوج أزوف الأوكرانيين إلى الرئيس زيلينسكي خلال زيارته لأنقرة، على الرغم من وجود اتفاقية بين روسيا وتركيا وأوكرانيا بأن يبقى هؤلاء القوميين في إسطنبول وأن لا يعودوا إلى أوكرانيا حتى نهاية الحرب.

وكذلك موافقة الفاشية التركية على انضمام السويد الى حلف الناتو، فضلاً عن إعلان الفاشي أردوغان خلال استقباله زيلينسكي تأييده انضمام أوكرانيا مستقبلاً إلى حلف الناتو.

وعلى الرغم من الغضب والقلق الروسي من التحركات التركية تجاه الغرب، فإن الخطاب الروسي الرسمي كان حذراً في التعامل معها، وسعى لتحذيرها من الغرب، حيث أعلن المتحدث باسم الكرملين أنه يتعين على أنقرة عدم وضع نظارات وردية، فلا أحد في أوروبا يريد انضمامها للاتحاد الأوروبي.

وفي السياق، يعتقد الخبير المصري في الشؤون الروسية، الدكتور نور ندا أن “تصريحات رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الدوما تؤكد أن مؤسسات الدولة الروسية لم تنسَ دور تركيا ورئيسها أردوغان في دعم الاضطرابات الشعبية في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، ودعمها العسكري لجمهورية أذريبجان في صراعها مع أرمينيا، فضلاً عن دعم أنقرة لجماعات متطرفة مرتبطة بنظام كييف بشبه جزيرة القرم بالسلاح والتدريب، إلى جانب دور تركيا في إمداد أوكرانيا بالطائرات بدون طيار في حربها ضد روسيا”.

وقال ندا إن “المواقف التركية الأخيرة متناقضة ومعادية للمصالح الروسية، ما يعتبر بمثابة استفزاز مباشر للإدارة والشعب الروسي”.

ويؤكد خبير الشؤون الروسية أن دور الاحتلال التركي معادٍ للمصالح الروسية، ولكن في ظل عالم غير مستقر تسوده الصراعات والحروب معظم مناطقه الجغرافية يمكن تجاوز الخلافات ولو مؤقتاً؛ من أجل الحفاظ على المصالح المشتركة والمكاسب الاستراتيجية، وهو ما ينطبق على الأوضاع في سوريا، حيث ترتبطهما الكثير من الملفات والاتفاقات.

انتهاء تحالف الانتهازيين: زعيم الفاشية التركية أردوغان ينقلب على بوتين

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى