الخطاب العنصري المبني على تحالفات هشة يتصدر المشهد في الانتخابات التركية

تعتبر الانتخابات الأخيرة في تركيا الأكثر إثارة للاهتمام في تاريخ الجمهورية, فالخطاب العنصري تصدر المشهد بعد تحالفات هشّة بُنيت على أسس عنصرية, ما جعل البلاد تمر بفترة احتقان قلَّ نظيرها.

أظهرت الدعاية الانتخابية في تركيا الوجه القبيح للساسة الأتراك؛ حيث تم التنافس على “العنصرية” وأصبح حزب العمال الكردستاني موضوع الدعاية, فقد تم إعداد مقاطع فيديو بمونتاج مزيف تتعلق بحزب العمال الكردستاني وعرضها على الرأي العام مع الأكاذيب.

في الجولة الأولى من الانتخابات دخل اللصوص إلى الصناديق، وأنتجت صناديق الاقتراع أكثر البرلمانات عنصرية. حتى مؤسسات استطلاع الرأي لا تستطيع الوقوف في وجه هذا الجو المفاجئ للانتخابات. وفي النتيجة لا يوجد تقييم طبيعي للانتخابات.

زعيم الفاشية أردوغان ونظراً لأنه قادم من موروث إسلامي، يعتمد على ذلك الموروث بشكل طبيعي. خلال 21 عاماً من حكمه، عمل كثيراً ضد طبيعته الإسلامية لدرجة أن المرء لا يعرف ماذا يقول وماذا يتجاهل. زعيم الفاشية دخل السياسة بالمراوغة، لكنه ابتلع تركيا.

ليس هناك حد للوعود التي قطعها أردوغان في السياسة الداخلية. المثال الأكثر واقعية هو ما يتعلق بالقضية الكردية؛ بعد أن قال “القضية الكردية هي قضيتي”، ذهب إلى حد القول “لا توجد قضية كردية”.

قبل كل شيء، فإنه لم يكن من المتوقع أن تنجح قضية حزب “هدى بار” في الانتخابات. اتخذوا خطوة صغيرة بحسب قوتهم، شكلوا تحالفاً فاشياً رجعياً وتحولوا إلى ثقب أسود يبتلع تركيا. أي أنهم جاؤوا إلى المكان الذي ينبغي أن يكونوا فيه.

إن تحالف الفاشية المتمثلة بـ (حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية، وحزب الهدى، وأغوان، وبرنجك وأربكان) الذين يشكلون الحزام العنصري، جميعهم وقعوا في المستنقع. ويشبه التحالف الذي شكلوه تنظيمات مثل داعش والنصرة وهيئة تحرير الشام في سوريا.

الموضوع الرئيس الذي ظهر في الحملات الانتخابية هو النزعة المحافظة والعنصرية. أصبح كل من أولئك الذين أرادوا البقاء في السلطة وأولئك الذين أرادوا الوصول إلى السلطة قوميين عنصريين.

نقلت الانتخابات إلى الجولة الثانية وأصبح الخطاب العنصري أكثر حدة. عندما يتعلق الأمر بالعنصرية القومية، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو العداء تجاه الكرد. لذلك لا يمكنهم قول جملة دون ذكر اسم حزب العمال الكردستاني. لقد تحولت كلمات قنديل وإمرالي إلى رموز.

في هذه الانتخابات، دخلت تركيا في حالة من الاضطراب ولا يوجد سوى الكرد يظهرون موقفهم السياسي المبدئي. على الرغم من الصداقات المزيفة وقلة الحيلة، وهجمات الدولة والاعتقالات والتعذيب والتشهير، فإن الكرد هم القوة الوحيدة التي لا تتنازل عن موقفها السياسي.

الناخبون في شمال كردستان وتركيا يضعون النقطة الأخيرة في ماراثون الانتخابات المرهق

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى