الذكرى الـ 19 لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي

تسعة عشر عاماً من النضال الدؤوب في مواجهة العقبات والصعوبات، ثم مواجهة امتحانات تاريخية وتجاوزها لتحقيق إنجازات مصيرية على صعيد روج آفا والحركة الكردستانية عموماً. تلك هي مسيرة حزب الاتحاد الديمقراطي بإيجاز شديد منذ ولادته في20 أيلول 2003 وإلى يومنا هذا.

يصادف اليوم الذكرى السنوية التاسعة عشر لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي الذي انطلق من الظروف الموضوعية التي تمر على المنطقة، ومن حقيقة أن الشعب المنظم هو القادر على فرض إرادته، مستفيداً من التجارب السابقة للشعب الكردي في روج آفا، ومن الزخم الجماهيري الناجم عن صعود حركة التحرر الكردستانية في جميع أنحاء كردستان والشرق الأوسط عموماً، ليكون تنظيماً طليعياً للشعب في مواجهة الصعوبات التي كانت تلوح في الأفق، ويسدّ الفراغ الناجم من عجز التنظيمات التقليدية عن ريادة المجتمع.

حزب الاتحاد الديمقراطي يتعرض منذ التأسيس لحملات الاعتقال والمضايقة وقدم العديد من الشهداء

مع تأسيس الحزب زادت ضغوط وحملات الاعتقال من جانب حكومة دمشق على الأعضاء والمؤيدين، وخاصة في مرحلة العلاقات الأخوية بين رأسَي حكومتي دمشق وأنقرة اللذان تجمعهما اتفاقية أضنة عام 1998 المعادية للكرد وحقوقهم المشروعة. ثم جاء امتحان انتفاضة قامشلو في 12 آذار عام 2004، فطالت يد الغدر قيادات الحزب مثل أبو جودي وشيلان ورفاقها فؤاد وجميل وزكريا وجوان، واستشهاد الأستاذ أوصمان دادالي تحت التعذيب، واستشهاد عيسى حسو في تفجير غادر.

مع بداية ثورة الشعب السوري … حزب الاتحاد الديمقراطي يبدأ بتطبيق برامجه للوصول إلى مجتمع متسلح بالوعي

حتى قبيل ثورة الشعب السوري، وصل الحزب إلى مساره السليم نحو تنظيم المجتمع وتأسيس مؤسساته الشعبية، للسير نحو باراديغما الأمة الديموقراطية، حيث بدأ الحزب بتأسيس المجالس المحلية بموجب قرارات المؤتمر الثالث المنعقد عام 2007، ولكن قمع حكومة دمشق وضغوط أجهزتها الاستخباراتية، عرقلت المسار إلى درجة كبيرة حتى عام 2011، ومع ثورة الشعب السوري، بدأ الحزب بتطبيق برامجه وسياساته على طريق الوصول إلى مجتمع متسلح بالوعي الديموقراطي والسياسة الأخلاقية، ليكون مثالاً يحتذى به في عموم سوريا، بل وفي الشرق الأوسط.

انتهاج الخط الثالث في الثورة وتشكيل الإدارات الذاتية

خلال ثورة الشعب السوري انتهج الحزب النهج الثالث، وعمل بكل طاقاته لأجل تنظيم صفوف الشعب بما في ذلك الدفاع المشروع عن الذات، وفتح المجال أمام كل التنظيمات السياسية والمجتمعية لتقوم بمهامها نحو تنظيم صفوف الشعب، فجاءت الإدارات الذاتية رغم الحرب التي شنها أعداء الشعوب بالذات أو من خلال أدواتها الإرهابية، ولا زالت هذه الحرب مستمرة في كافة الجبهات العسكرية والسياسية والدبلوماسية.

المؤتمر التاسع للحزب يؤكد على حتمية اتخاذ حقيقة الشعب الثوري كمبدأ للنضال من أجل دحر الاحتلال

وفي مؤتمره التاسع الذي عقد في حزيران من العام الجاري، أكد الحزب على حتمية اتخاذ حقيقة الشعب الثوري كمبدأ لنضاله من أجل دحر الاحتلال وبناء سوريا الديمقراطية التعددية اللامركزية في نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا وحماية المكتسبات المتحققة بفضل تضحيات الشهداء ونضالات الشعب، كما أكد أن السبيل الأمثل لحل الأزمة السورية يمر عبر الحوار البنّاء والواقعي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى