السنوية الـ 8 لهجمات مرتزقة داعش على كوباني

الكل كان يظن أن كوباني ستسقط خلال ساعات بيد مرتزقة داعش الذين شنوا هجوماً كبيراً عليها في الخامس عشر من أيلول عام ألفين وأربعة عشر، ولكن إرادة الشعب الذي اتخذ المقاومة أساساً له مستنداً إلى نضال القائد عبد الله أوجلان الذي أمضى نحو عشرين عاماً في سوريا، أفشلت تلك الرهانات.

لم يكن الخامس عشر من أيلول عام ألفين وأربعة عشر، يوماً عادياً لأبناء روج آفا الذين استفاقوا على نبأ شن مرتزقة داعش هجوماً شاملاً وبالأسلحة التي استولى عليها من القوات العراقية وحكومة دمشق على مدينة كوباني.

هذه الهجمات خططت لها دولة الاحتلال التركي في مدينة ديلوك عندما جمعت قادة المرتزقة، ليبدأ بعدها انسحابهم من محيط اللاذقية وإدلب وتوجههم نحو كوباني، لأن زعيم الفاشية التركية أردوغان كان يحلم باحتلالها لوجود قبر سليمان شاه جد عثمان غازي مؤسس الإمبراطورية العثمانية على تخومها بالقرب من جسر قرقوزاق.

في هذا اليوم وضعت دولة الاحتلال التركي كل إمكانياتها تحت تصرف مرتزقة داعش لاحتلال كوباني التي انطلقت منها شرارة ثورة التاسع عشر من تموز عام ألفين وأثنا عشر، فكانت القطارات التركية على طول الحدود لا تتوقف عن إيصال الأسلحة والذخيرة للمرتزقة.

الإدارة الذاتية تعلن النفير العام وشعب شمال كردستان شكل سلاسل بشرية على طول الحدود

مع استمرار الهجمات، أعلنت الإدارة الذاتية، النفير العام، فيما توجه الآلاف من أبناء شمال كردستان إلى الحدود وشكلوا سلسلة بشرية لإيقاف دعم الاحتلال التركي للمرتزقة، ولذلك نرى أن الاحتلال التركي يقاضي قيادات حزب الشعوب الديمقراطي تحت مسمى “قضية كوباني”.

القائد عبد الله أوجلان يدعو الشعب إلى تنظيم الحياة على أساس الحرب

ووجه القائد عبدالله أوجلان يوم الثاني والعشرين من أيلول نداء النفير العام من أجل كوباني، وطالب الجميع بالاستعداد للحرب وتنظيم حياتهم على هذا الأساس، وفي الأول من تشرين الأول طالبهم بتصعيد المقاومة واعتبر أن كوباني هي كل شيء بالنسبة لهم.

العالم الحر والديمقراطي يدعم المقاومة في اليوم العالمي للتضامن مع كوباني

بعد هذا النداء، تدفق أبناء شمال كردستان وجنوبه وشرقه إلى الساحات، وبدأت المسيرات الداعمة لكوباني من أوروبا إلى أميركا اللاتينية وحتى أفغانستان.

هذا الدعم أجبر الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالدعوة إلى التحرك العاجل من أجل كوباني. وعليه اختير يوم الأول من تشرين الثاني كيوم عالمي للتضامن مع مقاومة كوباني وفيه نزل الملايين حول العالم إلى الشوارع دعماً لمقاومتها.

سقوط كوباني ظل حسرة في قلب زعيم الفاشية التركية ولذلك يستمر بتهديداته

سجلت كوباني اسمها بأحرف من ذهب في التاريخ العالمي وأكدت أن مدينة صغيرة استطاعت بإمكاناتها البسيطة والذاتية التصدي لأكبر تنظيم إرهابي مجهز بالعدة والعتاد ومدعومٍ من قوى إقليمية ودولية، وأن تهزمه وتتحول إلى نقطة الانطلاق للقضاء عليه جغرافياً في آخر معاقله ببلدة الباغوز في الثالث والعشرين من آذار عام ألفين وتسعة عشر على يد قوات سوريا الديمقراطية.

سقوط هذه المدينة ظل حسرة في قلب زعيم الفاشية التركية أردوغان الذي كان يردد دوماً “كوباني سقطت .. كوباني على وشك السقوط”، ولذلك ما زال يستمر بتهديداته وشن الهجمات على شمال وشرق سوريا لينتقم لداعش ويستكمل ما فشل الأخير في تحقيقه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى