الشهيدة بيريتان..رمز للمرأة المقاومة وعمليتها رسالة في وجه الخونة

يصادف اليوم الذكرى الـ 30 لاستشهاد المقاتلة بيريتان التي واجهت فكرة عدم الاستسلام للاحتلال والخيانة بعمليتها الفدائية.

المناضلة بيريتان هيفي الاسم الحقيقي “كلناز قره تاش” تركت ميراثاً نفيساً تشهد عليه صفحات التاريخ بكل فخر واعتزاز, وباستشهادها رسمت مفهوم المرأة الحرة التي ناضلت في سبيل الحرية ورفضت الاستسلام والخنوع, وأصبحت رمزاً للمرأة الحرة في منطقة الشرق الأوسط.

بيريتان كانت من أوائل النساء اللاتي استطعن النضال بفكر حرية المرأة ضد العقلية السلطوية والعبودية, فكانت لها بصمة في هذا الشأن لتساهم في توعية المرأة على أساس الفكر الحر ضد السلطوية.

ونتيجة الاتفاقيات التي تمت عام 1992 بين دولة الاحتلال التركي وإيران والحزب الديمقراطي الكردستاني, والتي كانت تهدف للقضاء على حركة التحرر الكردستانية, كانت بيريتان من بين المقاتلات اللواتي وقفن بالطليعة للدفاع عن أنفسهم, فكثرت هجمات الخونة والمتعاونين ضدهم, واستُخدم السلاح المتطور والثقيل ضد حركة تحرر الكردستانية, فكانت كتيبة الشهيدة بيريتان في المقدمة.

أثناء اشتداد الاشتباكات بين قوات الكريلا وقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني حُوصرت كتيبة الشهيدة بيريتان إلا أن مقاومتهم استمرت حتى نفاد الذخيرة ورغم كل ذلك أبت الاستسلام والخضوع لهم لتثبت وجه الخيانة التي مورست ضدهم إضافة إلى شجاعة المرأة الحرة، فألقت بنفسها من أعلى جبل في منطقة خاكورك بجنوب كردستان لتصرخ بأعلى صوتها صرخة “لا للخيانة”.

بيريتان بعمليتها أرسلت رسالة لنساء العالم أجمع بأنه بالإرادة وحدها سيتحقق النصر فكانت شهيدة الحرية بتاريخ الخامس والعشرين من تشرين الاول عام 1992 بعد مسيرة نضالية حققت فيها البطولات ليصبح نهجها نهجاً للمرأة الحرة التي لم تقبل الذل والخنوع والاستسلام.

الشهيدة بيريتان أضحت بمقاومتها في مرحلة النضال أيقونة للنصر والحرية وجسدت في شخصيتها حقيقة تاريخ المرأة الكردستانية, وأبدعت فلسفة “لا للاستسلام”, ووجوب المقاومة ضد الخيانة, وأثبتت قدرة المرأة في القيام بدورها التاريخي ضد كل ذهنية تهدف إلى إنكار المرأة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى