الشهيد ريزان المقاوم والمضحي من أجل أشقائه ووطنه

وصف أقرباء وأصدقاء الشهيد ريزان مصطفى عضو قوات مكافة المخدرات الذي ارتقى شهيداً في قصف الاحتلال التركي لأكاديمية القوات في مدينة ديرك في الثامن من تشرين الأول الجاري، بالمسؤول والشجاع والمناضل من أجل الحفاظ على أرضه والمضحي من أجل أشقائه ووطنه.

شنت دولة الاحتلال التركي في الثامن من تشرين الأول الجاري، هجوماً بالطائرات الحربية على أكاديمية قوى الأمن الداخلي في ناحية ديرك، مما أدى لارتقاء تسعة وعشرين عضواً في قوات مكافحة المخدرات إلى مرتبة الشهادة وكان من بينهم الشهيد ريزان مصطفى.

وتنحدر عائلة الشهيد ريزان مصطفى من قرية جنجلي التابعة لناحية راجو في مقاطعة عفرين المحتلة، وهو من مواليد حلب عام ألف وتسعمائة وثلاثة وتسعين. حمل مسؤولية أخوته السبعة بينهم شقيق معاق عقلياً وشقيقة عاجزة عن الحركة، منذ صغر سنه نتيجة وفاة والديه وهو في عمر الثانية عشر.

مع بدء الثورة، انضم إلى قوى الأمن الداخلي في حلب عام ألفين وثلاثة عشر، حينذ كان قد بلغ العشرين من عمره، واتخذ مكانه في الجبهات الأمامية بمقاومة حيي الشيخ مقصود والأشرفية بين عامي ألفين وأربعة عشر وألفين وستة عشر.

وفي السياق، قالت أيتان عبدو ابنة عمة الشهيد ريزان عن عائلته: “شقيقه مظلوم (المعاق عقلياً)، لم يكن ينام ما لم يسمع صوت ريزان في المنزل أو على الهاتف، كان يطمئن عليهم حتى أثناء الحرب على الرغم من صعوبة الوصول إليهم”.

وتابعت: “لم يتذمر يوماً، ولم تكن الابتسامة تفارق ثغره على الرغم من المصاعب التي عاشها في فترة شبابه على خلاف كل الذين في عمره، كان يحمل السلاح ويرافق أصدقاءه ليدافع عن منطقته ويحميها من الاحتلال”.

وأشارت أيتان إلى مدى حب الشهيد ريزان لعمله، وعدم منع مصاعب الحياة وظروه العائلية من واجب الدفاع عن وطنه.

فيما تحدثت صديقة دربه سوزدار وقاص مراسلة فضائيتنا والتي تعرفت عليه عام ألفين وثلاثة عشر عن عدد من خصال الشهيد ريزان وقالت: “كان حنوناً وشجاعاً وذو وجه بشوش، ومن يعرف الشهيد ريزان حق المعرفة سيعلم أنه كان جديراً بالثقة ويؤتمن ومسؤولاً وشجاعاً وحكيماً ومتفائلاً ولين الطباع على الرغم من مشقة الحياة التي مر بها”.

وشاركت سوزدار بعضاً من تفاصيل ذكريات مقاومة الشيخ مقصود مع الشهيد يزان، قائلةً “كنا نروي تفاصيل نهارنا لبعضنا البعض بعد يوم كامل من التعب والعمل، كان هو في جبهات القتال وأنا أبقى في مشفى الشهيد خالد فجر، حسب ما تتطلبه طبيعة عملي حينها”.

وتابعت: “أثناء تغطيتنا للهجمات وما يرافقها من خسائر بشرية ومادية، كان الشهيد ريزان يرافقنا ويقودنا إلى مكان الحادثة التي نود تغطيتها لم يكن يتركنا لوحدنا، كان بوجوده يزيل الخوف من قلوبنا، وفي كل زقاق في الحيين للشهيد ريزان قصة”.

وقال سوزدار وقاص في ختام حديثها إن “أصدقاء الحرب لا يمكن نسيانهم، يبقون في ذاكراتنا ونحملهم في قلوبنا إلى الأبد”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى