العراق يعاني من شلل سياسي… معركة كسر عظم بين الصدر والمالكي

منذ الانتخابات التشريعية في تشرين الأول 2021، يعاني العراق من شلل سياسي بعد فشل أشهر من المفاوضات بين الأحزاب الرئيسية لاختيار رئيس جديد للجمهورية أو رئيس جديد للحكومة.

بدأ أنصار الصدر اعتصاماً في البرلمان السبت وتظاهر خصومه السياسيون بالآلاف في بغداد الاثنين، تعبيرًا عن الانقسام الذي يمزق البلاد. وفي محاولة للتهدئة دعا التيار الصدري إلى “إخلاء” مبنى البرلمان العراقي الثلاثاء، ونقل اعتصام مناصريه، الذين يتواجدون داخله منذ أربعة أيام، إلى باحاته الخارجية. لكن مراقبين قالوا إن هذه الخطوة التي في ظاهرها رغبة في التهدئة قد توفر الفرصة لاشتباك الصدريين مع خصومه من المتظاهرين الذين يسعون لاقتحام المنطقة الخضراء.

وترى أوساط سياسية عراقية أن فرص حل الأزمة السياسية بالبلاد في الوقت الحالي، قليلة جداً، لأنه من الصعب جداً أن يجلس مقتدى الصدر مع خصمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي على طاولة واحدة، فلاكهما يربط وجوده بنفي الآخر.

رئيس المركز العراقي للتنمية: الصدر يحرك الورقة الشعبية لتغيير الواقع السياسي

وفي هذا السياق يرى رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية عدنان السراج، أن “التيار الصدري يحرك الورقة الشعبية من أجل تغيير الواقع السياسي من خلال مشروع كامل يقضي بإلغاء العملية السياسية واستبدالها وحل البرلمان”.

وفي الوقت الذي يمتلك فيه التيار الصدري، الورقة الشعبية، فأن الإطار التنسيقي بحسب السراج يمتلك الورقة الجماهيرية وكذلك الشرعية أيضاً، مشيراً أن الأمم المتحدة وكل القوى الدولية ترى أن التغيير السياسي يأتي من خلال القانون والدستور والبرلمان، ولذلك لا بد من إطار سياسي للتحركات الشعبية.

الكاتب والمحلل السياسي مجاشع التميمي: الصدر لم ينسحب من المشهد السياسي

في المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي مجاشع التميمي في حديث مع وكالة روج نيوز، أن التيار الصدري ورغم الاستقالة الجماعية لنوابه من البرلمان، إلا أنه لم ينسحب من المشهد السياسي بشكل كلي، بل أعلن اعتراضه على العملية السياسية في وضعها الراهن، مبيناً أن البرلمان العراقي يفتقد الجانب الأخلاقي والسياسي لأنه لا يمثل عموم الشعب العراقي بدلالة المشاركة الضعيفة في الانتخابات.

وعبر التميمي عن أسفه من أن الحوارات التي جرت حتى الآن لم تأتي بشيء جديد للعراقيين، معتبراً أن الإطار التنسيقي أخطأ عندما حرك الورقة الشعبية.

الخبيرة السياسية نادية الطائي: أي مبادرة لحل الأزمة السياسية في ظل تعقد المشهد هي مبادرة فاشلة

فيما اعتبرت الخبيرة السياسية نادية الطائي أن “المبادرات التي تشهد تنازلات من قبل كتلة كبيرة كالإطار التنسيقي فاشلة”.

وقالت نادية في حديث مع وكالة روج نيوز، إن “أي مبادرة لحل الأزمة السياسية في الوقت الحالي تتضمن تنازلاً يقدمه الإطار التنسيقي ويقبل بها تيار سياسي منسحب من العملية السياسية لكنه أعلن عصياناً وتمرداً مفاجئاً ويهدد بالتصعيد تعد مبادرة فاشلة وبائسة ومسمومة”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى