ما تزال المرأة في العراق تواجه جميع أنواع العنف إذ تتزايد النسب وسط إجراءات حكومية خجولة التي لم تستطيع الدفاع أو ضمان حقوق المرأة التي باتت أسيرة للعنف الذي يطالها بشكل يومي من الأب أو الأخ أو شخص له صلة بها.
في تقارير شبه رسمية من منظمات محلية حصلت عليها وكالة روج نيوز فقد سجّل العراق خلال العام الماضي 2022 نحو 5 آلاف حالة تعنيف للنساء في بغداد وبقية المحافظات، حيث توضح تلك الإحصائيات أن من بين 3 فئات مجتمعية تصدّرت المرأة قوائم العنف الأسري في العراق، تلاها كبار السن ثم الأطفال، مشيرا إلى رصد نحو 15 ألف حالة عنف ضد الفئات الثلاث.
فيما كشف المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في العراق في وقت سابق عن تسجيل 1449 قضية عنف ضدّ النساء من مجموع 1543 قضية عنف أسري سُجّلت في أشهر حزيران، تموز، آب) للعام 2022 في المحاكم التابعة لرئاسة استئناف بغداد-الرصافة.
كما كشف المتحدث الرسمي باسم الداخلية العراقية اللواء سعد معن عن تسجيل 3 آلاف و637 حالة اعتداء من الأزواج على زوجاتهم من مجموع 5 آلاف و292 حالة عنف أسري سُجلت في العاصمة بغداد وبقية محافظات البلاد في النصف الأول من العام الماضي.
وتحدد الصحفية العراقية نوارا قباني أسباب زيادة العنف ضد المرأة في العراق إلى أن “المجتمع يُعاني أزمات نفسية كبيرة، وأن الضغوط التي فرضتها الأوضاع العامة في السنوات الماضية من فقدان للأمن وما رافقه من موجات هجرة ونزوح ودخول داعش ، فضلاً عن ارتفاع البطالة والضغوط الاقتصادية، أسباب تركت ظلالها السوداء على نفسية المواطن العراقي لتؤدي لزيادة العنف ضد المرأة”.
بدورها قالت الباحثة الاجتماعية شهرزاد العبدلي للوكالة عن تلك الأسباب وطرق حلها مبينة على ضرورة الاستماع إلى الناجيات وتصديقهن, بالاضافة إلى تثقيفهن والتضامن معهن وخلق بيئة آمنة للمجتمع كله.
وليس المشهد هذا بعيدا عما تتعرض له المرأة في إقليم جنوب كردستان.
