اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة

يصادف اليوم الـ25 من تشرين الثاني, اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة االذي تحتفل به النساء حول العالم، وفي شمال وشرق سوريا اختارت المرأة طريقها نحو الحرية وأثبتت جدارتها في كافة مجالات الحياة حتى باتت مثالاً يحتذى به في الشرق الأوسط والعالم.

يعد العنف ضد المرأة أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا في العالم، وله عواقب جسدية واقتصادية ونفسية خطيرة قصيرة وطويلة الأجل على النساء ويلقي بظلاله على الأطفال أيضاً، مما يحول دون مشاركتهن الكاملة والمتساوية في المجتمع.

أول انعطافة تاريخية لمناهضة هذا العنف كانت في الـ 25 من تشرين الثاني عام 1960، عندما قُتلت ثلاث شقيقات من عائلة ميرابال لأنهن عارضن العنف الوحشي الممنهج لنظام الديكتاتوري رافائيل تروخيلو في جمهورية الدومينيكان.

وإحياءً لذكرى اغتيالهن، أعلنت الأمم المتحدة يوم الـ 25 من تشرين الثاني يومًا عالميًا لمناهضة العنف ضد المرأة في أمريكا اللاتينية في عام 1980، واعترفت الأمم المتحدة رسميًا بهذا اليوم في عام 1999، داعية كافة الحكومات والمنظمات الدولية لتنظيم فعاليات مختلفة في هذا اليوم للتعريف والتوعية بجميع أشكال العنف ضد المرأة وتمهيد الطريق نحو القضاء عليه في جميع أنحاء العالم.

المرأة في شمال وشرق سوريا أصبحت مثالاً يحتذى به في ريادة المجتمع وإدارته

ومع ذلك، لا يزال العنف ضد المرأة يحدث على نطاق واسع و ينذر بالخطر في الكثير من بلدان العالم، كتركيا وافغانستان، وغيرها من الأنظمة المتطرفة والفاشية التي لا تزال تقبل العنف على أنه سلوك طبيعي للتمييز ضد المرأة ويفلت مرتبكوها من العقاب عبر القوانين التي سنتها تلك الأنظمة.

وبالمقابل، هناك مناطق من العالم، أصبحت فيها المرأة، مثالاً يحتذى به، ففي روج آفا وشمال وشرق سوريا، تتولى المرأة ريادة المجتمع وإدارته.

وهذا لم يأتِ من فراغ بل جاء نتيجة نضال وجهود كبيرة أبدتها النساء عسكرياً بالوقوف في وجه همج العصر مرتزقة داعش، والوقوف بوجه العادات والتقاليد البالية عبر سن “قانون المرأة” الذي يجرم تزويج القاصرات، والقتل بذريعة الشرف، والتزويج القسريّ، وتعدّد الزوجات، والاستغلال الجنسيّ، والعنف الأسريّ، والاغتصاب، وألغى ما يسمى المهر، وساوى بين الرجل والمرأة في الأجور، والميراث، والشهادة في المحاكم.

خلال الثورة، برزت أسماء العديد من القياديات اللواتي حملن على عاتقهن تطوير المجتمع فكرياً ووقفن بوجه الهجمات من أمثال الشهيدات آرين ميركان، أفيستا خابور وهفرين خلف والكثيرات من الشهيدات اللواتي ضحين بحياتهن من أجل بناء مجتمع أخلاقي سياسي يستند إلى حقوق المرأة ويحافظ على البيئة.

ولكن ما حققته النساء لم يرق للأنظمة الرجعية المتخلفة في المنطقة من أمثال الفاشية التركية التي بدأت باستهداف الرياديات من أمثال جيان تولهلدان وشرفين سردار اللواتي حاربن مرتزقة داعش وفكره المتخلف والمناضلة ليمان شويش التي حملت على عاتقها بناء نظام ديمقراطي تصانش فيه حقوق المرأة والمكونات.

إن المرأة في شمال وشرق سوريا اختارت طريقها نحو الحرية لإيمانها بعدالة قضيتها, ورغبتها في تثبيت حقوقها وإنهاء حالة التمييز والإنكار والإبادة التي تمارس بحقها, لذلك لا تزال تواصل مسيرتها النضالية نحو تحرير النساء ليس في شمال وشرق سوريا فقط بل في عموم المنطقة، وهذا ما جعلها محط اهتمام أنظار العالم أجمع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى