انهيار اقتصادي في مناطق حكومة دمشق

مع تهاوي قيمة الليرة السورية، يغزو الانهيار الاقتصادي مناطق سيطرة حكومة دمشق، وسط ارتفاع تكاليف المعيشة في ضوء عدم تكافؤ الرواتب الشهرية للعاملين في مؤسسات الحكومة مع الارتفاع الجنوني للأسعار في وقت تخطى فيه سعر صرف الليرة السورية حاجز الـ 13 ألفاً مقابل الدولار الأميركي الواحد.

يزداد الوضع الاقتصادي بؤساً في مناطق سيطرة حكومة دمشق، مع ارتفاع أسعار السلع وانهيار الليرة السورية، وتحكم تجار الحرب والأزمات بقوت المواطنين، في حين ينتشر الفساد في مؤسسات حكومة دمشق التي تقف عاجزة عن توفير أبسط مقومات الحياة للمواطنين القاطنين في مناطق سيطرتها.

وفي السياق، سلط مواطن من حي الأشرفية الخاضع لسيطرة حكومة دمشق في مدينة حلب، الضوء على الوضع المعيشي المتأزم هناك, وقال بأنه لم يعد بمقدوره سد احتياجات منزله.

وأشار بأن حكومة دمشق لا تؤمن للشعب أبسط احتياجاته, من لقمة العيش إلى الكهرباء والماء.

ارتفاع سعر الأمبير وقالب الثلج معاً كارثة

وذكر المواطن الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه للضرورة الأمنية، خلال حديث مع وكالة أنباء هاوار، بأن ارتفاع سعر الأمبير مثال على تأزم الوضع في مناطق حكومة دمشق.

ولفت أن سعر الأمبير الواحد وصل إلى 50 ألف ليرة سورية مع بداية شهر تموز المنصرم، بعد أن كان 45 ألفاً، وذلك دون أن تُضاف ساعات أخرى إلى عمل المولدات المغذية للحي بالكهرباء.

وأضاف أن لا شيء سوى المصباح، والتلفاز يمكن تشغيله على الأمبير الواحد، فلا يمكن تشغيل البراد لتوفير الماء البارد ليروي العطش في هذا الحر.

ولفت أن راتبه يبلغ مائة وعشرة آلاف ليرة، بينما أصغر قالب من الثلج تبلغ قيمته 4000، فلا يكفيه الراتب لجلب قطعة يومياً لعائلته.

وقال مواطن آخر يقطن أيضاً في حي الأشرفية الخاضع لسيطرة حكومة دمشق، إنه ولضيق حالته المادية فأنه لم يمد الكهرباء لمنزله لعدم امتلاكه سعر الاشتراك.

أستغلال اصحاب المعامل ورفع الأسعار حسب رغبتهم 

واشتكى المواطن من الظروف التي يعيشونها في ظل الارتفاع الرهيب للأسعار، بقوله: “الحال يزداد سوءاً ولا حلول، لم نعد نستطيع تأمين احتياجات منازلنا، حتى الثلج الذي يهون حر هذه الأيام لا نتمكن من شرائه”.

ورأى في ارتفاع سعر قالب الثلج جريمة واستغلالاً من قبل التجار الذين فرضوا أسعاراً حسب رغبتهم ومزاجهم، عندما أدركوا أن البرادات غير قادرة على التبريد، مع عدم توفر الكهرباء.

وحال هذين المواطنين من حال الكثيرين، حيث ترى في كل مبنى بحي الأشرفية الخاضع لسيطرة حكومة دمشق شقتين على الأقل لم تمدا بالكهرباء نظراً لسعر الأمبير الذي يفوق قدرة المواطنين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى