باستثناءات أمريكية .. الاتفاق على توريد الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سوريا

اتفق وزارء الطاقة في كل من سوريا ولبنان ومصر والأردن، على إيصال الكهرباء والغاز إلى لبنان عبر الأراضي السورية، اتفاق شددت واشنطن على أنه لا يعني رفع عقوبات قيصر ولا هو تطبيع أو تغيير في السياسة الأمريكية تجاه الحكومة السورية.

استضافت عمّان اليوم الأربعاء اجتماعا رباعيا لوزراء الطاقة في الأردن وسوريا ومصر ولبنان لبحث مسألة تزويد لبنان بالكهرباء والغاز الطبيعي عبر المملكة والأراضي السورية.

حيث اتفق المشاركون في الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي، على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك. حسب ما قالته وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي.

السفيرة الأمريكية: أي رسوم عبور لا يجب أن تذهب إلى خزينة الحكومة السورية

الولايات المتحدة التي تفرض منذ أكثر من سنة عقوبات قيصر، التي تنص على عدم التعامل مع الحكومة السورية، قالت على لسان السفيرة في بيروت، بأن أي رسوم عبور قد تستوفيها سوريا يجب ألاّ تذهب إلى خزينة الحكومة، بل إلى مشروعات إغاثة انسانية تُنفذ في مناطقها. وأشارت إلى أن ذلك سيكون مع استمرار قانون قيصر.

نائب وزير الخارجية الأمريكي: سياسة واشنطن لم تتغير حيال الحكومة السورية

بدوره وتعليقاً على تقرير لصحيفة التايمز البريطانية، التي قالت أن واشنطن تتعاون مع الحكومة السورية لتوصيل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان، وأن سياسة واشنطن تغيرت، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، أن بلاده ليس لديها أي خطط لتطبيع العلاقات مع دمشق، وشدد على أنه لن يكون هناك أي تطبيع مالم ترَى واشنطن تغييرًا ملحوظًا في سلوك الحكومة، واندفاعًا نحو الحل السياسي.

محللون: الحكومة السورية متحمسة كون الاتفاق أول انفتاح عربي عليها منذ بداية الأزمة

ويرى محللون سياسيون، أن الحكومة السورية من مصلحتها أنها وافقت على هذا المشروع، كونه يعتبر أول انفتاح عربي عليها منذ بداية الأزمة عام ألفين وأحد عشر، كما يرى آخرون في الاتفاق أنه أول خرق لعقوبات قيصر وبموافقة أمريكية، إضافة إلى إمكانية أن تحصل على ملايين الدولارات من رسوم العبور، كما أن إجراءات توصيل الغاز والكهرباء تتطلب أعمال تأهيل فنية في محطة وصل الشبكة السورية مع الشبكة اللبنانية. وكل ذلك سيحدث ولن تدفع سوريا ليرة واحدة.

محللون: الاتفاق يمكن أن يستوعب عودة دمشق إلى الحضن العربي تحت الأنظار الأمريكية

إضافة لذلك فإن استثناء مصر والأردن ولبنان من عقوبات قيصر سيفتح الباب أمام استثناءات أخرى تنتهي تدريجياً، باستيعاب الحكومة السورية ضمن المنطقة العربية.

واعتبر البعض أن سماح واشنطن بجلب الطاقة لا يمثل استجابة للمبادرة الأردنية بقدر ما هو إعادة تقييم لسياساتها تجاه دمشق، وأن أي عودة لسوريا للحضن العربي سيكون تحت أنظار واشنطن وبمراقبتها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى