بعد عامين من القضاء على آخر معاقله، خطر داعش ما زال قائماً واحتمالات عودته كبيرة

بعد نحو عامين على تحرير آخر معاقل داعش في سوريا على يد قوات سوريا الديمقراطية، لا يبدو أن داعش بات من الماضي، حيث ما زالت خلاياه تنشط بشكل مكثف في سوريا والعراق، وهو ما يهدد بعودته مجدداً،

في الثالث والعشرين من آذار ألفين وتسعة عشر، تم الإعلان رسمياً القضاء على آخر معاقل داعش في بلدة الباغوز بريف دير الزور شرق سوريا، على يد قوات سوريا الديمقراطية، وتم الانتقال إلى المرحلة الثانية لمحاربة داعش أي محاربة خلاياه وإعادة إعمار المناطق المحررة وإيجاد حلول لملف محتجزي داعش وعائلاتهم في الشمال السوري وهو ما لم يتم حتى الآن لذلك يبقى خطر عودة داعش في أية لحظة قائماً.

الآلاف من عناصر داعش انضموا إلى مرتزقة الاحتلال التركي في سوريا

بعد القضاء على داعش انتقل عدد كبير من متزعمه إلى تركيا والمناطق المحتلة من الشمال السوري، كما قتل أبو بكر البغدادي في منطقة إدلب بعيداً عن الحدود التركية بخمسة كليو مترات فقط، والآلاف من عناصر داعش خلعوا زيهم وانضموا إلى المجموعات المرتزقة التابعة للاحتلال التركي تحت مسمى “الجيش الوطني السوري”، وتستخدمهم تركيا لتنفيذ أطماعها في سوريا ودول المنطقة، حيث سبق أن تم إرسالهم إلى ليبيا وأرمينيا وربما اليمن في الأيام المقبلة.

تركيا تواصل دعم داعش وتحمي متزعميه وتمولهم لتنفيذ أطماعها

خبراء في شؤون التنظيمات المتطرفة يرون أن استمرار الأزمة السورية والدعم التركي اللامحدود لمرتزقة داعش وانتقال قيادات داعش الفاعلين إلى المناطق المحتلة في الشمال السوري وإلى الداخل التركي، وممارسة عملهم في قيادة وتوجيه عناصر وخلايا داعش، يساعد داعش على مواصلة نشاطه ويبقى الخطر الأكبر على سوريا والعراق والعالم.

مراقبون: لا توجد استراتيجية دولية في التعامل مع المناطق المحررة من داعش

ويرى مراقبون أن غياب استراتيجية دولية واضحة بخصوص المناطق المحررة في الشمال السوري وإهمال ملف محتجزي داعش وعائلاتهم في السجون والمخيمات يجعل من طي صفحة داعش أمراً بالغاً في الصعوبة، بالإضافة إلى استمرار الدعم التركي اللامحدود لهم في سوريا.

خبراء: يجب حل ملف عناصر داعش وعائلاتهم في الشمال السوري

ويعتقد خبراء في شؤون التنظيمات المتطرفة أن خارطة الطريق للانتهاء من داعش تبدأ من قطع علاقته بتركيا أولاً، وتجفيف منابع تمويله، وإيجاد حلول جذرية لملف عناصره المحتجزين في الشمال السوري من خلال استعادة بلدانهم لهم أو إقامة محكمة دولية في الشمال السوري لمقاضاتهم، كذلك إيجاد حل لمشكلة مخيم الهول الذي يوصف بالقنبلة الموقوتة وأخطر مخيمات العالم لأنه يضم عشرات الآلاف من نساء وأطفال داعش، ويوصفون بأنهم جيل داعش الجديد. وانتهاءً بدعم دولي للمناطق المحررة من داعش وإعادة إعمارها لحفظ الأمن والاستقرار فيها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى