بين مسيرة النضال الطويلة والإنجازات العظيمة.. الشهيد “فرهاد ديريك” في سطور

كان الشهيد “فرهاد ديريك” أحد واضعي اللبنات الأولى لتنفيذ مشروع الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا؛ وقد آتى نضالهُ الثوري أُكُلهُ, عبر ما يعيشهُ أبناء المنطقة, اليوم, من تجربة ديمقراطية فريدة؛ تسعى لحرية الشعوب وتكافح في هذا السبيل.

تناقلت وسائل الإعلام خلال الساعات الأخيرة نبأ استشهاد نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية؛ فرهاد شبلي, إثر استهداف سيارة كانت تُقلُّهُ, من قبل طائرة مسيرة تابعة للاحتلال التركي؛ حيث كان في زيارة استشفاء إلى مدينة السليمانية بجنوب كردستان.

ويقف خلف هذا الاسم قامة ثورية لطالما كانت في طليعة المدافعين عن الحقوق المشروعة للشعوب المضطهدة.. فمن هو فرهاد شبلي؟؟

حسين حاجي شبلي والمعروف بـ “فرهاد ديريك” في نضاله الثوري، وُلد في الأول من كانون الثاني عام 1977م في مدينة ديريك التابعة لمقاطعة قامشلو.

استمر “فرهاد” بدراسته حتى المرحلة الإعدادية؛ التي تركها لينضم إلى صفوف النضال الثوري لحركة حرية كردستان في ريعان فتوته عام 1993م؛ وله من العمر ستة عشر عاما.

بدأ “فرهاد” نضالهُ من مدينة حلب ومقاطعة عفرين على وجه الخصوص؛ حيث انخرط في النشاط التنظيمي حتى عام 1997م, ثم انتقل إلى النشاط القيادي عبر تلقيه تدريبات فكرية على يد القائد عبد الله أوجلان, ليقرر بعدها الالتحاق بالمناضلين في جبال كردستان؛ ويخوض غمار الثورة ضد الفاشية التركية.

أثناء النضال في جبال غاري وقنديل؛ أصيب “فرهاد”, وفقد إحدى قدميه, إلا أن هذه الإصابة لم تُعِق روحه العاشقة للثورة والحرية, حيث انتقل إلى مخيم مخمور للاجئين الذين هُجِّروا نتيجة مجازر الاحتلال التركي، ليخوض نضالاً تنظيمياً وفكرياً وخدمياً هناك.

في عام 2000 عاد “فرهاد” مرةً أخرى إلى شمال وشرق سوريا؛ حيث عمل في النشاط التنظيمي والسياسي في مدن قامشلو والحسكة إلى أن اعتُقل عام 2003 من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام البعثي؛ والتي أفرجت عنه لاحقاً لعدم كفاية الأدلة.

انضم “فرهاد” إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تأسس عام 2003, وعمل في صفوفه في عفرين وحلب، ثم انتقل عام 2004 إلى جبال غاري حيث مقر حزب الاتحاد الديمقراطي, وشارك في المؤتمر الثاني للحزب عام 2005، ثم عاد مرّة أخرى إلى عفرين أواخر عام 2005 مسؤولاً عن النشاطات التنظيمية في عفرين وحلب، حتى عام 2006.

استمر “فرهاد” بالنضال في صفوف حزب الاتحاد الديمقراطي؛ حيث عمل بين عامي 2007 و2008 مشرفاً على النشاطات السياسية والتنظيمة للحزب في إقليم الجزيرة، ثم انتقل إلى جبال كردستان حيث المقر العام للحزب، وتلقى دورات فكرية حول مرافعات القائد أوجلان ومشروع الأمة الديمقراطية, ثم عاد مرّة أخرى إلى حلب عام 2010 ليستكمل نضاله الثوري.

مع انطلاق شرارة ثورة شمال وشرق سوريا, انتقل “فرهاد” إلى إقليم الجزيرة, حيث كان في طليعة مؤسسي حركة المجتمع الديمقراطي، وتنقَّل خلال نشاطاته بين إقليم الجزيرة وحلب وعفرين وكري سبي/ تل أبيض وكوباني ومنبج؛ حيث كان له دور ريادي في تأسيس نظام الكومينات والمجالس والمؤسسات.

ونظراً لتجربته التنظيمية الزاخرة بالعطاء؛ كُلّف بمهام استشارية في الإدارة الذاتية, ومؤخراً كنائب للرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية.

لم يعرف الشهيد “فرهاد” طوال مسيرته النضالية الكلل, بل استمر بروحه المرحة وحماسه الثوري وعمقه الفكري, بحصد النجاحات المتتالية, وكان أحد واضعي اللبنات الأولى لتنفيذ مشروع الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا؛ أمثال “خبات ديريك” و”حسين شاويش” ومئات القادة الذين سبقوه إلى الشهادة, وتركوا وراءهم إرثاً عظيما.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى