تحليلات تصاعد حدة الحرب الأوكرانية-الروسية..الأهداف والمسارات المتوقعة

في الوقت الذي تستمر فيه الحرب بين روسيا وأوكرانيا، يحاول كل فريف أن يبرهن إلى أي مدى هو قادر على التحرك في ساحة المعركة، وأكد محللون أن روسيا وأمريكا تحاولان ألا تفتحا أي جبهات أخرى لأن السيطرة عليها قد تكون صعبة.

في إطار تزايد التصعيد في الحرب الأوكرانية – الروسية خلال الأسابيع الماضية، وبعد استيلاء روسيا على بلدة أفدييفكا الأستراتيجية في شمال شرق أوكرانيا قبل أسبوعين، تشير المعطيات إلى زخم متزايد في تقدم روسيا حتى مع تحذير مسؤولين غربيين من نقص الذخيرة الذي يواجهه الجيش الأوكراني.

وفي هذا السياق، يرى الأكاديمي والباحث في الشؤون الروسية الدكتور محمود الأفندي، أن ذلك هو نتيجة فشل الهجوم المعاكس الأوكراني الذي بدأوا فيه منذ أواخر ربيع العام الماضي والذي امتد حتى بداية الشتاء.

حيث رأى أن إرجاع ذلك إلى نقص في الذخيرة الأوكرانية، ما هي إلى طريقة إعلامية فقط بقوله أن الذخيرة موجودة وتستطيع فيها أوكرانيا محاربة روسيا لمدة عام، منوهاً أن المشكلة تكمن في نقص العتاد البشري، الهجوم المعاكس أدى إلى خسارة هائلة في العتاد البشري.

وعن تأثيرات ذلك على الميدان ومسارات الحرب، أشار محمود الأفندي، إلى أنه بين أوكرانيا وروسيا هناك جبهة عسكرية محصنة تم اختراقها من عدة جهات، منوهاً بأن الحرب قائمة حتى شعور روسيا بأمان من طرف أوكرانيا بالطريقة السياسية أو العسكرية، بإبعاد الجيش الأوكراني إلى أبعد منطقة عن روسيا.

وعن إمكانية أن يؤدي ذلك إلى زيادة مستوى الصراع بين روسيا والغرب، أشار الأفندي إلى أن أميركا منخرطة في الحرب منذ بدايتها، وهي تقوم بدعم أوكرانيا بكافة الجوانب.

فيما أكد أن الصراع المباشر بين أمريكا وروسيا أمر مستحيل؛ لأنه صراع نووي وسيؤدي إلى نهاية البشرية تقريباً.

في حين أشار الأكاديمي والباحث في الشؤون الأوروبية والعلاقات الدولية، الدكتور طارق وهبي إلى أن روسيا تحاول أن تبرهن على قدراتها القتالية ووضع أوكرانيا أمام حقيقة أنها دون دعم خارجي.

ونوه إلى أن التصعيد الروسي يأتي في سياق البحث عن فجوة في ساحة المعركة لصالحها ولكي تكسر من معنويات المقاتلين الأوكرانيين، مشيراً إلى أن الحرب مستمرة وكل فريق يحاول أن يبرهن إلى أي مدى هو قادر على التحرك في ساحة المعركة، وأن الغرب سلّح أوكرانيا ولكنها تفتقر إلى العديد ومستوى التأهيل القتالي.

وأضاف أن التصريح الذي أدلى به ماكرون عن إمكانية وجود قوات أوروبية جنباً إلى جنب مع القوات الأوكرانية ما هو إلى تحديد مسار الحرب.

وأكد وهبي أن الحرب في أوكرانيا تظل في الواجهة غربياً، وروسيا وأمريكا تحاولان ألا تفتحا أي جبهات أخرى لأن السيطرة عليها قد تكون صعبة ولكن القطبان يستطيعان أن يراوغا على أكثر من جبهة، وهذا قد يرفع من حدة العمليات العسكرية ولكنها ستظل محدودة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى