تزايد الحديث عن توجه السعودية لاستئناف العلاقات مع حكومة دمشق

بعد الانفراجة في ملف العلاقات السعودية – الإيرانية، كشفت وزارة الخارجية السعودية، أن هناك مباحثات بين الرياض ودمشق؛ لاستئناف تقديم الخدمات القنصلية، وسط حديث متزايد عن الظروف التي دعت الرياض للذهاب إلى هذا المسار.

نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة أن حكومة دمشق والسعودية اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما، بُعيد عيد الفطر المقبل، وجاء القرار نتيجة محادثات في السعودية مع مسؤول مخابرات رفيع من حكومة دمشق، بحسب أحد المصادر الإقليمية ودبلوماسي في الخليج.

إلا أن المراقبين لشؤون الشرق الأوسط يعتبرون أن المصالحة السعودية – الإيرانية سيكون لها دور كبير في التقارب ما بين حكومة دمشق والرياض.

ورجح في هذا السياق، الباحث في الشأن السوري والشرق الأوسط، كالفين وايلدر، أن “تحاول السعودية تعديل سياستها الخارجية بناءً على ما تعتبره التزاماً أميركياً منخفضاً تجاه الشرق الأوسط، وعلى أساس التطور في البرنامج النووي الإيراني”.

وأضاف: “على الرغم من أن التطورات الأخيرة دفعت السعودية إلى تسريع مصالحتها مع دمشق، إلا أن هذه المبادرة كانت تتحرك بهدوء وراء الكواليس في الرياض منذ سنوات، وربما تحدث إلى حد ما بغض النظر عن الوضع الإقليمي الأوسع”.

كما استبعد وايلدر حصول تطبيع للعلاقات بين الطرفين بعد الحديث عن فتح القنصليات، وقال: “على الرغم من أنها تمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه ومع ذلك، فإن هذه الإشارة هي رمزية في الغالب”.

وعن مدى ارتباط التقارب السعودي مع حكومة دمشق بالمساعي الروسية للتقريب ما بين أنقرة ودمشق قال وايلدر: “كل هذه المبادرات مترابطة إلى حد ما، روسيا هي الداعم الدولي الأقوى للأسد، وقد ضغطت موسكو باستمرار على الدول الأخرى لتبني علاقات ودية مع دمشق”.

وبخصوص موافقة الولايات المتحدة على الخطوة السعودية تجاه دمشق، أكد وايلدر أن الولايات المتحدة ترفض بشدة التطبيع الإقليمي مع حكومة دمشق، مرجحاً أن “يكون بعض صناع السياسة في واشنطن قد قرروا أن السماح الضمني للرياض باتخاذ هذه الخطوة أفضل من البدائل، لكن الموقف الرسمي للبيت الأبيض لم يتغير”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى