​​​​​​​حلبجة…مجزرةٌ في الذاكرة وخطرٌ مماثل يعيشه الكرد إلى اليوم

ما كاد للقرن العشرين أن ينتهي, إلّا وأن تشهد الجغرافية الكردستانية حلقةً أخرى أشد قساوةً, من سلسلة حلقات المجازر الدموية, التي تعرض لها الشعب الكردي، فمن جبال ديرسم وآغري ووادي زيلان إلى سهول مهاباد مروراً بمجزرة سينما عامودا، شهد الكرد أبشع عمليات الإبادات الجماعية، ليصل الإجرام إلى أعلى مستوياته, لدى نظام صدام حسين في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الكرد في حلبجة.

على الرغم من مرور 34 عاماً على واحدةٍ من أبشع المجازر ضد الإنسانية التي عاشها الشعب الكردي، يستمر الفكر الدكتاتوري للأنظمة المجاورة والمحتلة في مساعي إبادة الكرد بشتى السبل، وتلعب تركيا رأس حربة هذه القوى.

كان وزير الدفاع العراقي الأسبق علي حسن المجيد الذي لقّبَ عقب الهجوم بـ”علي الكيماوي” أحد أبرز وجوه نظام صدام الحسين، والعقل المدبر للهجوم الكيمياوي ضد حلبجة وحملة الأنفال.

وبعد إعدام صدام حسين 2006، كانت المحكمة الجنائية العليا في العراق قد حكمت ونفذت حكم الإعدام عام 2010 بحق علي حسن المجيد الذي أدين بجرائم القتل والإبادة الجماعية إلى جانب سلطان هاشم أحمد وحسين رشيد محمد لارتكابهم إبادة جماعية، وسلم الحبل الذي شنقوا به إلى بلدية حلبجة.

إذ شهد عام 1993 تهجير الكرد على يد الاحتلال التركي من 4 آلاف قرية في شمالي كردستان نحو العراق كرهاً ودون تقديم أي حجة قانونية.

كما وشهد العام 2004 أول انتفاضة كردية في سوريا وبالتحديد مدينة قامشلو وأدت لمجزرة بحق الشباب الكرد حيث استشهد 40 شاباً .

لم يخلو العقد الممتد من 2010- إلى 2020 من المجازر والجرائم التي شهدها الكرد ، على يد تركيا والمجموعات المرتزقة وفي مقدمتهم داعش.

إذ سالت دماء الكرد في بلدات تل حاصل وتل عرن بالقرب من حلب نتيجة وحشية جبهة النصرة، إلى مدينة كوباني التي شهدت أعنف المعارك خلال عقد من الحرب الدائرة في سوريا، واستشهاد المئات من الكرد لتحرير المدينة من داعش.

لم يختلف مشهد الدمار والدماء في مدن الكرد في عفرين، سريه كانيه، وكري سبي خلال العدوان التركي الذي اتبع سياسة الأرض المحروقة وارتكب عمليات إبادة جماعية ضد الكرد أمام أنطار المجتمع الدولي.

فيما لا يمكن نسيان واحدةً من أقسى مآسي الشعب الكردي عندما هاجمت داعش منطقة شنكال في آب/آغسطس 2014

فيما دمر جيش الاحتلال التركي 13 مدينة كردية عام 2016 في شمالي كردستان بينها مدن نصيبين وجزيرة بوطان وآمد.

كما أن مجازر روبوسكي وبرسوس وأنقرة التي راح ضحيتها جميعاً ما يقارب الـ 200 شخص، أظهرت وحشية الأنظمة التي تشن الهجمات على الكرد في القرن الجاري وتمثل هذه المجازر واقع الكرد المعاش منذ أكثر مئة عام.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى