حيرة الأتراك في إدلب.. من سينزل أردوغان عن الشجرة

باتت الأمور في إدلب وسوريا أكثر وضوحاً من ناحية أهداف التصعيد, فيما بدت للأتراك أكثر حيرة؛ لضيق مساحة المناورة السياسية التي مارسها المسؤولون الأتراك على مدار سنوات.

تستمر الأحداث السياسية والعسكرية في سوريا بالتدافع في كل لحظة, فبين التهويل التركي وتقدّم النظام بدعم روسي, تتغير موازين القوى؛ لتطغى على مسار الأحداث في المنطقة.

إدلب هادئة وحلب تشتعل .. أعين النظام على باب الهوى

ومع سقوط بلدة سراقب ارتفع الصراخ التركي تهديداً ووعيداً، دعمه إرسال الأرتال العسكرية، بما هو أشبه بأنه استعداد لغزو جديد, لكن النظام وبدعم روسي يستمر بقضم المزيد من المناطق وصولاً إلى الطريق الدولي إم- فايف، مشعلاً الريف الحلبي، كما يستمر بالزحف واضعاً معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا هدفاً له، مما زاد من القلق التركي.

كل هذه التطورات تدفع الأتراك إلى الوقوع في الحيرة وضيق مساحة المناورة السياسية والعسكرية، ورغم كل ما يحصل إلا أنهم كانوا يأملون بالتوصل إلى تفاهمات مع روسيا, لكن النظام استمر بزحفه، واستهدف النقاط التركية وقتل جنودهم، الأمر الذي لم يكن ليحدث لولا ضوء أخضر روسي.

دعم الناتو لتركيا يتوقف على موقفها من الشراكة مع روسيا

وخلال هذا الصراع البارد استجدى الأتراك الدعم من حلفاء الناتو, لكنهم عادوا بخُفي حُنين، فالرسائل الأمريكية والغربية كانت واضحة للأتراك, يجب أن تحسموا موقفكم من العلاقة مع روسيا.

حيث قال مسؤول في وزراة الخارجية الأمريكية إنه على تركيا التقرب من الغرب لتسوية الملف السوري، عوض التعويل على روسيا، منوهاً بأن ما يجري في سوريا يشكّل دليلاً على أوجه عدم تطابق المصالح التركية – الروسية، هذه التصريحات تنهي المكابرة التركية وتجعلها أمام الاختيار بين الحلفاء.

الحليف الروسي لم يعد مضطراً لمسايرة الأتراك مجدداً, وباتت عدم الثقة بينهم تتزايد أكثر، أما الأمريكي فلن يقدّم الدعم لتركيا إلا إذا قدمت تنازلات في سوريا وتخلت عن كل الاتفاقيات التي أبرمتها مع روسيا.

وعليه فإن السيناريو الأرجح هو التنازل التركي مجدداً لروسيا كما حصل عقب إسقاط الطائرة الروسية, فبعد أن سيطر النظام على كامل المناطق المهمة في إدلب هدأت المعارك هناك، وتحولت إلى حلب، فالنظام وروسيا لا يهمهما الآن الدخول في عمق إدلب، كيلا يُغضبا الغرب بحدوث موجة نزوح جديدة, وعلى الأرجح بأن المعارك ستتوقف بعد تأمين الطرق الدولية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى