ردود “خشنة” من السعودية والإمارات ضد مطالب واشنطن: كفى ضغوطا

تلقت الولايات المتحدة ردودا “خشنة” من السعودية والإمارات رافضة الضغوط المستمرة لواشنطن بشأن كسر اتفاق أوبك بلاس وضخ المزيد من الإمدادات للسوق والمساهمة في خفض الأسعار ضمن خطة أوسع تهدف بالدرجة الأولى إلى توفير بديل عن النفط الروسي وسحب أوراق القوة من يد موسكو ومعاقبتها على تدخلها في أوكرانيا.

قال وزيرا الطاقة في السعودية والإمارات، العضوان الرئيسيان في مجموعة أوبك بلاس امس الثلاثاء إنه يتعين على مجموعة الدول المنتجة للنفط عدم التدخل في السياسة، في قرار واضح يؤكد النأي بالنفس عن العقوبات التي تنوي واشنطن فرضها على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا ودفع دول مختلفة للانخراط فيها.

واعتبر مراقبون أن الرياض وأبوظبي قد نجحتا إلى حد الآن في تحييد تحالف أوبك بلاس عن محاولات جرّه ليكون رأس حربة في استهداف روسيا من قبل الولايات المتحدة، لافتين إلى أن العاصمتين الخليجيتين بات لديهما ما يكفي من الخبرات للتعاطي مع ضغوط واشنطن، والوقوف بوجه مزاجية الرؤساء الأميركيين الذين يتعاملون مع الدول المنتجة للنفط بعقلية قديمة تنظر فقط إلى مصالح الولايات المتحدة، وتريد أن ينفّذ الجميع ما تريده، فيزيدون الأسعار متى أرادت ويخفضونها متى أمرت.

ويرى المراقبون أن السعودية والإمارات باتتا تتعاملان بأسلوب مختلف يعطي الأولوية لمصالحهما ولعائدات النفط الضرورية التي تمكنهما من تنفيذ إصلاحات عملاقة يجري التحضير لها لخلق بدائل وعدم الارتهان للنفط ولهزاته، مشيرين إلى أن الأميركيين لم يستوعبوا بعد هذه الحقيقة، وهي أن دول الخليج تتغير بسرعة كبيرة وباتت تبحث عن تعامل يقوم على الشراكة والندية.

الرياض وأبوظبي نجحتا إلى حد الآن في تحييد تحالف أوبك عن محاولات جره ليكون رأس حربة في استهداف روسيا

ووجدت الولايات المتحدة أمامها أزمة جديدة خلال محاولتها التواصل مع دول الخليج لإقناعها بتغيير موقفها من اتفاق أوبك+. كما وجدت واشنطن أن الأبواب موصدة وأن قادة السعودية والإمارات لا يريدون الحديث إلى واشنطن بهذا الملف أو بغيره، في خطوة تظهر غضبا من سياسات الرئيس جو بايدن تجاه أمن الخليج.

ويرى مراقبون أن تحفظات الإمارات والسعودية تعود أيضا إلى عدم رغبة كلتيهما في الانجرار إلى أيّ محور في الصراع الدائر في أوكرانيا، حيث أنهما تتمسكان بالحياد والنأي بالنفس عمّا يحصل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى