زلزال شرق المتوسط يكشف زيف ادعاءات أردوغان وسرقته لأمال الضرائب

كشف الزلزال في الـ 6 من شباط، زيف ادعاءات سلطات الفاشية التركية التي استخفت بأرواح الملايين، فالأبنية هشة ولا مراعاة لشروط السلامة فيها، ومشاريعها محت تاريخ حضارات قديمة عاشت في المنطقة، والضرائب التي جُمعت، صرفت في خدمة سلطة أردوغان.

بعد زلزال 1999،في تركيا، بدأ الفاشي أردوغان حملة ضد حكومة بولنت أجاويد، وحمّله مسؤولية التقصير في كل شيء من عدم مراعاة شروط البناء إلى عمليات الإنقاذ، وكانت الطريقة التي استغل بها الزلزال ولعب بها بمشاعر السكان، أحد أسباب صعود حزبه إلى السلطة في تركيا.

وآنذاك، وعقب الزلزال، قال أردوغان، رئيس حزب العدالة والتنمية الفاشي، إن “الزلزال مشكلة الحكومة، وبهذا الزلزال تنتهي الحكومة”، والآن يعكس أقواله، مدعياً “هذه الأشياء دائماً تحدث، إنها جزء من مسار القدر”.

إلى ذلك؛ أطلقت الفاشية التركية مشروع أسمته “التحويل الحضاري” الذي بدأ فعلياً 2013، استعداداً لما وصفته بـ”الزلزال الكبير القادم”، وكانت خطابات المسؤولين تقول دائماً “لا بد أن تكون هناك معايير جديدة للبناء”.

شُيّد هذا المشروع على أصالة شعوب تاريخية قديمة قطنت هذه المنطقة منذ القدم، وعُرفت بتنوعها الديموغرافي وعراقتها وأصالتها، العمرانية والدينية المختلفة.

وبدلاً من هدم الأبنية غير المقاوِمة للزلازل، تم ردم تاريخ الحضارات ومحوها من الوجود من أجل تحويل إسطنبول إلى مدينة سياحية رائدة في العالم.

ومؤخراً.. فإن الزلزال الأخير الذي ضرب شمال كردستان وتركيا، عرّى وكشف زيف السلطات في اتباع قواعد البناء، والتي استخفت بأرواح الملايين من المدنيين الذين كانوا يقطنون على خط صدع الزلزال، فهشاشة الأبنية التي انهارت مثل رقائق البطاطا، بيّنت أن أردوغان سلك طريق سلفه أجاويد الذي خسر منصبه بعد الزلزال المدمر 1999.

اليوم يمكن لمس الغضب من أفواه المتضررين الذين يتساءلون “أين هي الدولة”، لقد أفقد الزلزال سلطات الفاشية صوابها، بعدما واجهت غضب السكان المحليين، نتيجة تقاعسها في إنقاذهم من هول الجحيم الذي عاشوه في 6 شباط، وتركتهم يواجهون الموت والبرد القارس، بلا ماء وكهرباء وتدفئة، تركتهم في العراء تحت الأنقاض يموتون ببطء في مشاهد قاسية فطرت القلوب.

لكن السؤال الذي يتبادَر إلى الأذهان هو أين ذهبت أموال “ضريبة الزلزال”، حيث تُلزم البلديات في تركيا أي مقيم فيها بدفع ضريبة الزلزال، وتهدف إلى تأمين جميع الأضرار التي من الممكن أن تنتج عن الزلازل من حرائق وانفجارات وموجات تسونامي

المبالغ التي أُنفقت تكذّب رواية الفاشية التركية، فهي لم تستعد للزلزال طوال 20 عاماً، وبدلاً من تجهيز الأبنية وتسليحها بالحديد والمواد المقاوِمة للزلزال، تُركت على حالها ضعيفة هشة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى