ست سنوات على احتلال مدينة عفرين من الفاشية التركية والجرائم مستمرة

ست سنوات مرت على احتلال الفاشية التركية لمدينة السلام والزيتون عفرين، والجرائم لم تتوقف بحق الكرد، فمن القتل والتهجير والاختطاف، إلى التغيير الديموغرافي وبناء المستوطنات وتوطين المرتزقة فيها وصولاً إلى تدمير التاريخ وجرائم الإبادة الثقافية.

يصادف اليوم مرور ست سنوات على احتلال مدينة عفرين من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، هذه المدينة التي صمدت مقاومتها بوجه أشد الهجمات طيلة ثمانية وخمسين يوماً حتى أطلق على مقاومتهم اسم “مقاومة العصر”.

في العشرين من كانون الثاني عام ألفين وثمانية عشر، تحولت سماء مقاطعة عفرين إلى مضمار تتسابق فيه اثنان وسبعون طائرة عسكرية للاحتلال التركي، وبدأت بقصف منطقة صغيرة تبلغ مساحتها 3850 كيلومتراً مربعاً فقط.

سجل مقاتلو وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، مقاومة تاريخية ضد ثاني أكبر قوة في حلف الناتو والجيش المصنف رقم عشرة عالمياً، بإمكانياتهم المحدودة وإرادتهم الصلبة، وسطروا مقاومة تاريخية في عفرين وفضحوا وحشية الدولة الفاشية التركية المحتلة للعالم.

وتسبب احتلال الفاشية لمقاطعة عفرين، بتهجير 300 ألف نسمة من سكانها الأصليين من الكرد وتوطين 400 ألف مستوطن في مكانهم، بهدف تغيير ديمغرافيتها في سياسة ما تزال متواصلة حتى يومنا هذا، فيما استشهد المئات وأصيب الآلاف في الهجمات.

الآن تحولت عفرين، مدينة السلام والزيتون، الهادئة منذ القدم إلى أكثر الأماكن اضطراباً وخطورة ومركزاً لتجميع المرتزقة وهمج العصر، وخلال السنوات الست التي مضت، ارتكبت الدولة الفاشية التركية ومرتزقتها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بحسب ما وثقتها المنظمات المحلية وأكدتها المنظمات العالمية والتي كانت أخرها هيومن رايتس ووتش في نهاية شباط الفائت.

الفاشية التركية لم تتوقف عند هذا الحد فحسب، بل بنت أكثر من 50 مستوطنة وعشرات المدارس الدينية ومراكز ثقافية تركية تتبع لمركز يونس إمرة بهدف القضاء على تاريخ المنطقة وهويتها وثقافتها الكردية.

وإلى جانب ذلك تنهب المواقع الأثرية وتسرق خيراتها وتقطع أشجار الزيتون فيها وتتاجر بزيتها وزيتونها وتحرق غاباتها الحراجية للقضاء على طبيعة هذه المنطقة. فمقاطعة عفرين التي كانت تُعرف باسم مدينة الزيتون، كان تحتوي أكثر من 18 مليون شجرة زيتون، وإنتاجها السنوي كان يبلغ نحو 270 ألف طن من زيتون.

وأمام هذه الممارسات، لم يقف أهالي عفرين مكتوفي الأيدي، بل شكلوا قوات تحرير عفرين التي نفذت المئات من العمليات المؤثرة ضد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته خلال السنوات الست الماضية والتي ما زالت مستمرة بعملياتها النوعية حتى يومنا هذا، في حين يواصل المهجرون قسراً مقاومتهم في مخيمات التهجير القسري وأعينهم إلى عفرين وتحريرها وطرد المحتل منها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى