شمال كردستان.. مياه سدّ إليسو ستخفي مدينة أسكيف الأثرية ومعها ذكريات سكانها

ترفض الحكومة التركية أي انتقادات حول ما ستسبّبه مياه سد إليسو من كوارث لمعالم تاريخية في شمال كردستان بحجة أن معظم آثار مدينة أسكيف نقلت لمكان آمن، وأن مدينة جديدة شيدت في مكان قريب لينقل إليها سكان هذا المكان التاريخي البالغ عددهم ثلاثة آلاف نسمة.

تتبع الحكومة التركية سياسة إبادة سياسية بحق الكرد في شمال كردستان من خلال الاعتقالات وكم الأفواه إضافة إلى إقالة وعزل رؤساء البلديات الكردية، وانتهاءً بتغيير ديمغرافية مناطق أثرية تتجاوز أعمارها عشرات آلاف السنين، وفي هذا السياق ترفض أي انتقادات حول ما ستسبّبه مياه سد إليسو من كوارث لمعالم تاريخية في شمال كردستان بحجة أن معظم آثار مدينة أسكيف نقلت لمكان آمن، وأن مدينة جديدة شيدت في مكان قريب لينقل إليها سكان هذه المكان التاريخي البالغ عددهم ثلاثة آلاف نسمة.

وقريباً ستغمر بحيرة صناعية أسكيف التي تمتد جروفها على مئات الأمتار مثل جدار طبيعي في وجه السماء، ومعها ذكريات الآلاف من سكان هذه المدينة القديمة التي تعود إلى أكثر من اثني عشر ألف عام.
وستغرق المدينة كما العديد من القرى، بالمياه، وستنقلب حياة سكانها بسبب هذه البحيرة الصناعية التي ستنتج عن بناء سدّ إليسو المثير للجدل.

محمد البالغ من العمر ثلاثة وسبعين عاماً ينظر من حديقته إلى قلعة أسكيف المحاطة حالياً بجدار من الحجارة البيضاء، كمن يشاهد جنازة قريب أنهكه المرض لسنوات. فقد عاش كل حياته هنا وزرع أرضه على ضفاف نهر دجلة.
وسيحصد هذا العام للمرة الأخيرة ثمار الكروم وأشجار التين، ففي أبريل المقبل، ستغرق أرضه بالكامل تحت المياه.

في قرية (زويك) المجاورة، تتمسك “ميسيها” البالغة من العمر اثنين وستين عاماً أيضاً بأراضيها, وتروي: “هذا العام، قال لنا مسؤولون لا تزرعوا أرضكم لأن المياه آتية، لكننا زرعناها على أية حال”، مؤكدةً “سنواصل الزراعة حتى النهاية”.

كل شيء يتغير أيضاً في وادي بوتان المحكوم عليه بالتحول إلى بحيرة، حيث شيدت جسور جديدة فيه فوق تلك القديمة.

بدوره، يروي فرات (ثمانية وأربعون عاماً) الذي يدير فندق (ساكلي بهجه) “منذ سنوات، نسمع بالأمر، نشعر به لكن لا شيء يحدث. منذ سنوات، الأمر يقترب، يقولون لنا عليكم الرحيل، لكننا نعيش في حالة من عدم اليقين”.

كما ويتمّ نقل رفات الموتى المدفونين أيضاً في مقبرة المدينة إلى المدينة الجديدة، شرط أن يطلب ذووهم ذلك.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى