ويرى مراقبون أن بنود الاتفاق بين بوتين وأردوغان لا تشير إلى أيّ تغيير في خارطة المواقع العسكرية الحالية لأطراف النزاع في ظل الإصرار الروسي على مساعدة النظام في استعادة كامل سوريا، ما يؤكد هشاشته وظرفيته.
لم يحمل الاتفاق الذي عاد به أردوغان أيّ إشارات إلى أن الوضع الميداني في إدلب سيعود إلى ما قبل هجوم قوات النظام وروسيا، التي حققت تقدما على حساب مرتزقة تركيا، في وقت يتحدث فيه رئيس النظام التركي عن الإبقاء على ما تسمى نقاط المراقبة.
مراقبون: بوتين ينجح في إيهام أردوغان الباحث عن نصر “معنوي” بأي ثمن
ويرى تقرير نشرته صحيفة العرب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بات أكثر خبرة بشخصية أردوغان، الباحث عن الإطراء والظهور الإعلامي، ولذلك أظهر حفاوة بضيفه أمام الإعلام، ونجح بالمقابل في تمرير اتفاق يحافظ على مكاسب قوات النظام على الأرض، وجعله يقر بالاستمرار في صفقة صواريخ “إس – أربعمئة”.
في حين ذكرت مصادر دبلوماسية روسية أن موسكو ماضية في مساعدة قوات النظام في بسط نفوذها على كامل الأراضي السورية، ومقارعة المرتزقة، وهي رسالة واضحة على أن وقف إطلاق النار مؤقت، وما حديث أردوغان عن ثبات نقاط المراقبة إلا محاولة لإظهار أنه لم يخرج بيد فارغة من القمة التي سعى لها منذ أسابيع.
من جانبه ذكر مكتب رئيس النظام التركي الجمعة أن ما تسمى مراكز المراقبة التركية في إدلب ستحتفظ بوضعها الحالي وفق الاتفاق.
فيما أكد أردوغان أن تركيا ستقوم الشهر المقبل بتفعيل أنظمة الدفاع الروسية “إس – أربعمئة” رغم احتجاج واشنطن.
محللون سياسيون: الاتفاق تكتيكي ولا يحل كل الخلافات بين أنقرة وموسكو
وفي السياق قال المحلل السياسي علي باكير إن الاتفاق تكتيكي ولا يحلّ كل الخلافات بين أنقرة وموسكو، ومن غير الواضح ما إذا كان النظام سينسحب بموجبه وكيف سيعود النازحون إلى منازلهم ما لم يتم الانسحاب”.
خبراء: الاتفاق هش ومؤقت، والنظام عازم على استعادة إدلب
من جهته يرى الباحث إيمريه كايا من مركز أبحاث “إيدام” في إسطنبول أن الاتفاق لم يحقق هدف تركيا بإنشاء ما تعرف بمنطقة آمنة لنازحي إدلب” وحرمها من الدعم الذي كانت تأمله من حلفائها الغربيين.
أما جنى جبور الخبيرة في الشؤون التركية في باريس فقد أشارت إلى أن وقف إطلاق النار هش ومؤقت، لأن النظام، المدعوم من روسيا، عازم على استعادة إدلب والقضاء على المرتزقة.
