طلاب مدارس الشيخ مقصود أنهكهم البرد نتيجة حصار حكومة دمشق على الحي

تستمر معاناة أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية في ظل الحصار المفروض عليهما من قبل حكومة دمشق، حيث أكد الرئيس المشترك للجنة تدريب وتعليم المجتمع الديمقراطي، أن استمرار الحصار سيؤدي إلى تعميق مأساة الطلاب بممارسة حقهم الكامن في التعلم بلغتهم الأم.

يظهر أثر الحصار المفروض على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب بجانب مقاطعة الشهباء من قبل حكومة دمشق في ملامح قطاعاتها كافة، والتي أنهكها انعدام مقومات الحياة وأساسياتها، ما انعكس على الأهالي والأطفال والمرضى وحتى الطلبة.

فنتيجة الحصار انعدم الوقود في الحيين ومقاطعة الشهباء وباتت إمكانية قطاعاتها محدودة أو حتى معدومة، فأصبحت المشافي لا تستقبل سوى الحالات الحرجة، وكذلك القطاع الخدمي إذ توقفت المولدات عن تغذية تلك المناطق بالكهرباء.

أما قطاع التعليم فقد كانت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا قد علقت الدوام الدراسي في الشهباء وعفرين قبل أسابيع، نتيجة فقدان المحروقات المستخدمة في وسائل المواصلات والتدفئة.

وأفادت وكالة أنباء هاوار عن مدرسة الشهيد قهرمان عفرين، وهي إحدى مدارس الثالث الثانوي التي تدرّس مناهج الإدارة الذاتية بحي الشيخ مقصود في مدينة حلب، أفادت بغياب المدافئ من صفوفها، نظراً لفقدان وقود التدفئة بالحيين نتيجة الحصار.

وتستمر العملية التعليمية وفق المناهج الديمقراطية لضمان مستقبل الأطفال في تلك المناطق رغم صعوبة الظروف فيها، ويرتاد مدارس الإدارة الذاتية أربعة عشر ألفا وثمانمئة وخمسون طالبا وطالبة في مراحل التعليم الثلاثة.

إلا أن تأثير فقدان وسائل التدفئة ألقى بظلاله على الطلاب وخاصة طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية الذين لا تتجاوز أعمارهم الـخمسة عشر عاماً، والذي يتسبب برد الشتاء الحاضر في صفوفهم بإصابتهم بنزلات البرد والأمراض الموسمية، ما يتحتم غيابهم عن مقاعد الدراسة لعدة أيام.

وفي السياق أكد الرئيس المشترك للجنة تدريب وتعليم المجتمع الديمقراطي، منان جعفر، على معاناتهم في تسيير العملية التعليمية لانتشار الأمراض بين الطلاب والمدرسين، مشيراً إلى سعيهم لمحاولة الاستمرار فيها بتقديم مقترحات وحلول متوفرة، إلا أن الواقع حال دون تمكنهم من تأمين الكمية المطلوبة من مازوت التدفئة لعدم توفرها وعدم وجود كمية تكفي متطلباتهم.

وحذر منان جعفر من أن استمرارية سياسة التجويع والتضييق المنتهجة من قبل حكومة دمشق ستعمل على تعميق مأساة الطلاب الذين من حقهم التعلم بلغتهم الأم، مشيراً إلى أن توفير الدفء هو أحد قيم العيش الكريم التي يجب تأمينها للأطفال.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى