في ذكرى الاستفتاء..مصير جنوب كردستان على المحك

​​​​​​​ في مثل هذا اليوم قبل 6 سنوات وفي خطوة غير مدروسة, نظّم الحزب الديمقراطي الكردستاني استفتاء على الاستقلال عن العراق ما أفرز نتائج سياسية واقتصادية وعسكرية وخيمة ومخيبة لآمال وتطلعات الشعب الكردي، لا زال الكرد يدفعون ثمنها إلى الآن.

على الرغم من التحذيرات والتنبيهات لمخاطر هذه الخطوة, أجرى الحزب الديمقراطي الكردستاني استفتاء الاستقلال عن العراق في الخامس والعشرين من أيلول عام ألفين وسبعة عشر، شمل هولير والسليمانية ودهوك، وكركوك المتنازع عليها مع بغداد.

وبدلاً من الحفاظ على المكتسبات التي حققها الكرد، وضع هذا الحزب تلك المكتسبات في مهب الريح بطرفة عين، هدم ما تم إنجازه بالدم خلال سنوات في غضون ساعات.

وأفرز الاستفتاء نتائج سياسية واقتصادية وعسكرية وخيمة ومخيبة لآمال وتطلعات الشعب الكردي، إذ فقدت جنوب كردستان تسعة وأربعين من مساحتها بعد الاستفتاء وما زال الكرد يدفعون ثمنه إلى الآن.

ونتيجة اتفاق القوى المحتلة لكردستان وفي مقدمتها دولة الاحتلال التركي التي يمارس الحزب الديمقراطي الكردستاني العمالة الآن لصالحها، أجبر الحزب الديمقراطي، في أواخر تشرين الأول من نفس العام على تجميد نتائج الاستفتاء والبدء بحوار مفتوح مع الحكومة المركزية.

هذه الانتكاسة أظهرت مدى التفسخ الداخلي في جنوب كردستان، حيث بدأت الخلافات تنخر بالداخل المنهك وتضعفه، وشدد الحزب الديمقراطي الكردستاني قبضته على مفاصل الحكم بعقلية الخارج، والانفراد باتخاذ القرارات المصيرية.

ولضمان هذه السيطرة، اتفق هذا الحزب مع دولة الاحتلال التركي للتخلص من بقية القوى الوطنية الكردية، حيث وسع الاحتلال من رقعة الأراضي التي يحتلها في جنوب كردستان، الذي تحول إلى مستعمرة تركية حيث يتجاوز عدد القواعد الاحتلالية التركية الآن عن ثمانين قاعدة في جنوب كردستان.

الآن يشارك الحزب الديمقراطي الكردستاني مع جيش الاحتلال التركي بشن الهجمات على مناطق الدفاع المشروع تحت العلم العراقي وبزي حرس الحدود وفق المعلومات التي أكدتها وكالة “روج نيوز”.

كان بمقدور الحزب الديمقراطي الكردستاني أن يتحد مع الكرد بدلاً من محاربتهم، وكان باستطاعتهم أن يحولوا الانكسار والانهيار إلى انتصار، وكسر شوكة الاحتلال التركي التي تشتد للانقضاض على الكرد، إلا أنه بات في ذكرى الاستفتاء بين مطرقة الجيش التركي وسندان الحكومة المركزية في العراق، وهو ما يعرض منجزات الكرد ومكتسباتهم للتهديد والزوال.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى