في ظل الأزمة الاقتصاية الخانقة في البلاد .. حكومة دمشق تتجه لإقامة مجمعات سياحية

أثار الإعلان عن تفاصيل مشروع سياحي جديد تنفذه شركة روسية في مدينة اللاذقية،تساؤلات عن أهداف توجه حكومة دمشق لإقامة مجمعات سياحية في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية خانقة حيث يراى مراقبون أن روسيا تهدف من مثل هذه المشاريع إلى زيادة سيطرتها على الساحل السوري، الذي باتت تعتبره مركزاً رئيسياً لتواجدها

تمضي روسيا في سياسية ما تسميه تحصيل فاتورة تدخلها العسكري لصالح حكومة دمشق لإنقاذها من سقوط محتم عبر الاستحواذ على البنية التحتية وتوقيع مشاريع في مجالات عدة في مقدمتها السياحة، إضافة إلى الاستثمار بالموانئ والثروة الحيوانية ومناقصات التنقيب عن النفط والغاز والفوسفات وغيرها لوضع البلاد ومقدراتها وثرواتها تحت سيطرتها.

شركة روسية تعمل على تنفيذ مشروع سياحي جديد في اللاذقية

وفي وقت يعيش فيه السوريين أوضاعاً اقتصادية خانقة ويرزح معظمهم تحت خط الفقر أعلنت حكومة دمشق قبل أيام أنّ شركة “سينارا إنت” الروسية ستوقع عقداً استثمارياً لبناء مجمع سياحي في منطقة “جول جمال” على شواطئ مدينة اللاذقية، ما أثار تساؤلات عن أهداف توجه دمشق لإقامة مجمعات سياحية في ظل الأزمة الاقتصاية في البلاد .

وقبل أيام قليلة وضع رئيس وزراء حكومة دمشق ،حسين عرنوس، حجر الأساس لإنشاء مجمع سياحي في منطقة جول جمال تنفذه شركة “سينارا إنت” الروسية، كاستثمار مدّته خمسة وأربعين عاماً، وتصل القيمة العقدية للمشروع إلى نحو مئة وخمسين مليار ليرة سورية،

ويتألف المشروع، بحسب ما أعلن، من قسمين يمتدان على مساحة تصل إلى سبعين دونماً،سيتضمن إنشاء فنادق وملاعب ومسابح ، ومكاتب وخدمات ترفيهية ونقطة معالجة فيزيائية رقمية .

باحث اقتصادي: المشاريع السياحية في مثل هذه الظروف ذات فائدة اقتصادية محدودة

وحول تأثير هذه المشاريع وفائدتها على الاقتصاد السوري، أوضح الباحث الاقتصادي يونس الكريم إنّ المشاريع السياحية في مثل هذه الظروف ذات فائدة اقتصادية محدودة نتيجة توقف السياحة الداخلية وانحصارها بفئة محددة وقليلة من الناس نتيجة أزمة المحروقات وانهيار القدرة الشرائية لمعظم السوريين، بينما يؤثر الحصار والحرب على تنشيط السياحية الخارجية.

كما واعتبر الكريم أن روسيا تهدف من مثل هذه المشاريع إلى زيادة سيطرتها على الساحل السوري، الذي باتت تعتبره مركزاً رئيسياً لتواجدها من خلال قاعدة حميميم العسكرية ومرفأ طرطوس واستثمار مشاريع سياحية وفي البنية التحتية، كما أن إقامة منتجعات سياحية في اللاذقية يمكن أن تشكل في المستقبل القريب وجهة للسياح الروس، الذين باتوا يواجهون بعد حرب أوكرانيا صعوبة في الوصول إلى أوروبا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى