كل شيء بقوة السلاح: الانتهاكات والإفلات من العقاب في مناطق شمال سوريا التي تحتلها تركيا

أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير أن دولة الاحتلال التركي تتحمل مسؤولية الانتهاكات الجسيمة وجرائم الحرب التي ترتكبها قواتها والمجموعات المرتزقة التابعة لها في الأراضي التي تحتلها في شمال سوريا، وطالبت بوصول هيئات التحقيق المستقلة إلى المناطق المحتلة.

أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم تقريراً حول جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته في المناطق السورية المحتلة، حمل عنوان “كل شيء بقوة السلاح: الانتهاكات والإفلات من العقاب في مناطق شمال سوريا التي تحتلها تركيا”.

ويوثق التقرير في خمس وسبعين صفحة، عمليات الاختطاف والاعتقال التعسفي والاحتجاز غير القانوني والعنف الجنسي والتعذيب من قبل الاحتلال التركي ومرتزقة ما يسمى الجيش الوطني وما تسمى الشرطة العسكرية.

هيومن رايتس ووتش: القوات التركية واستخباراتها متورطة في تنفيذ الانتهاكات والإشراف عليها

ووجدت المنظمة أن قوات الاحتلال التركي واستخباراتها متورطة في تنفيذ الانتهاكات والإشراف عليها. ووثّقت أيضاً انتهاكات الحق في كل من السكن والأراضي والملكية، بما فيها عمليات النهب والسلب الواسعة، فضلا عن الاستيلاء على الممتلكات والابتزاز، وفشل محاولات المساءلة في الحد من الانتهاكات أو تقديم تعويضات للضحايا.

وأوضح التقرير أن مرتزقة الجيش الوطني والشرطة العسكرية ارتكبوا الاعتقال والاحتجاز التعسفيَّين، والإخفاء القسري، والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، وأخضعوا عشرات الأشخاص لمحاكمات عسكرية جائرة في ظل الإفلات من العقاب. حيث أبلغت نساء كرديات محتجزات عن تعرضهن للعنف الجنسي، بما فيه الاغتصاب، واحتُجز أطفال لا تتجاوز أعمارهم ستة أشهر مع أمهاتهم.

رايتس ووتش: السكان الكرد تحملوا بأغلبية ساحقة وطأة الانتهاكات

وفي الحالات التي وثقتها هيومن رايتس ووتش، و”لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا” التابعة للأمم المتحدة، وغيرها من منظمات حقوق الإنسان، تحمّل الكرد بأغلبية ساحقة وطأة هذه الانتهاكات. كما استُهدف العرب وغيرهم من الأشخاص.

رايتس ووتش تؤكد أنها لم تتلق الرد على رسالتين أرسلتهما لوزير خارجية الاحتلال

وقالت المنظمة إنها أرسلت رسائل لوزير خارجية الاحتلال التركي هاكان فيدان، نهاية العام الفائت وبداية العام الجاري، ولكنها لم تتلقَ الرد منه.

وأكدت أن دولة الاحتلال ملزمة بضمان التزام قواتها بشكل صارم بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما فيه القانون الذي يحكم واجباتها باعتبارها سلطة الاحتلال.

آدم كوغل: المسؤولون الأتراك يتحملون مسؤولية الانتهاكات باعتبارهم سلطة الاحتلال

وقال آدم كوغل، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “ستستمر الانتهاكات الحالية، بما فيها التعذيب والإخفاء القسري ضد الذين يعيشون تحت السلطة التركية في شمال سوريا، ما لم تتحمل تركيا نفسها المسؤولية وتتحرك لوقفها. المسؤولون الأتراك ليسوا مجرد متفرجين على الانتهاكات، بل يتحملون المسؤولية باعتبارهم سلطة الاحتلال، وفي بعض الحالات شاركوا مباشرة في جرائم حرب مفترضة”.

آدم كوغل: الاحتلال التركي لأجزاء من شمال سوريا خلق مناخا تسوده الانتهاكات

وتابع كوغل: “الاحتلال التركي لأجزاء من شمال سوريا سهّل خلق مناخ يغيب فيه القانون وتسوده الانتهاكات والإفلات من العقاب، وذلك أبعد ما يكون عن ‘منطقة آمنة'”.

هيومن رايتس ووتش تطالب بوصول هيئات تحقيق مستقلة إلى المناطق التي تحتلها تركيا ومرتزقتها

منظمة هيومن رايتس ووتش، أكدت في ختام تقريرها أنه يتعين على دولة الاحتلال التركي منح هيئات التحقيق المستقلة إمكانية الوصول الفوري ودون عوائق إلى الأراضي السورية المحتلة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى