ما الذي يدفع برلين وأنقرة والدوحة لدعم حركة طالبان في أفغانستان ؟

تتجه تركيا وقطر وألمانيا لدعم حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان في إطار استمرار هذه الدول الثلاثة في دعم جماعات الإسلام والحركات المتطرفة، وربما ترى هذه الأطراف في أفغانستان ضالتها بعدما سقط حكم الإخوان في عدة دول عربية مثل مصر وتونس.

بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان مع الانسحاب الامريكي الاخير تهرول الدول الغربية والاقليمية على وضع أسس يتناقشون خلالها على مستقبل البلاد المجهول، وأبرز هذه الدول ألمانيا التي لطالما عرفت بدعمها لجماعات الإسلام السياسي وخاصة الإخوان المسلمين، إلى جانب تركيا وقطر.

روسيا والصين أعلنتا مبكراً عن استعدادهما لإقامة علاقات ودية مع حركة طالبان، وذلك ربما لأن الدولتين لا ترغبان في أن يكون حدودهما مع أفغانستان متوترة، بمعنى إقامة علاقات مصالح مع أفغانستان.

لكن تركيا وقطر وألمانيا عُرفوا خلال السنوات الماضية بدعمهم الكبير لجماعات الإسلام السياسي، مثل الإخوان المسلمين والحركات السلفية، ووصل الحال بتركيا وقطر لدعم المتطرفين أيضاً مثل مرتزقة داعش والنصرة والقاعدة في سوريا والعراق.

بلينكن إلى قطر وألمانيا لإجراء محادثات تتناول أزمة أفغانستان

وفي سياق هذه التطورات يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع المقبل إلى قطر التي تستضيف الدبلوماسيين الأميركيين المكلفين بملف أفغانستان حيث تجري المحادثات بين المجتمع الدولي وطالبان.

وسيرأس بلنكين مع نظيره الألماني هايكو ماس اجتماعا وزاريا عبر الفيديو مخصصا لأفغانستان يشارك فيه ممثلو عشرين دولة.

وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة تبقي “قنوات تواصل” مع طالبان رغم أنها أنهت انسحابها من أفغانستان.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن قيادة قطر التي لطالما كانت لها علاقات مع قيادات في حركة طالبان، التي باتت في السلطة اليوم.

كذلك يتوجه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى الدوحة أيضاً بداية الأسبوع، في إطار جولة خليجية تشمل البحرين والكويت والسعودية، وفق ما أعلن البنتاغون الجمعة.

وتتصدر قطر إلى جانب تركيا المناقشات مع حركة طالبان لإعادة فتح مطار كابل المغلق منذ مغادرة الأميركيين، وتلعب ألمانيا أيضاً دوراً كبيراً في تعويم حركة طالبان المصنفة على قوائم الإرهاب.

! بعد انهيار أنظمة الإخوان في مصر وتونس تتحول أفغانستان إلى بديل

دعم هذا الثلاثي لجماعات الإسلامي السياسي بما فيهم المتطرفون ازداد خلال السنوات السابقة وكانت الدول الثلاثة من أكثر الأطراف الداعمة للإخوان المسملين في مصر قبل سقوطهم وكذلك في ليبيا وتونس وعموم دول المنطقة.

لكن سقوط نظام مرسي في مصر ومؤخراً انقلاب الرئيس التونسي على الإخوان يعتبر ضربة لمصالح هذه الأطراف الثلاثة، وهو ما قد يدفعهم للماطلة في حل الأزمة الليبية التي يدعمون طرفها الإخواني، والسبب ذاته يدفعهم للإسراع في إقامة علاقات مع حركة طالبان في أفغانستان التي تتجه لأن تكون مصدراً لتجميع المتطرفين حول العالم واستغلالهم في الحروب والصراعات للمرحلة المقبلة حسب ما يرى مراقبون.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى