مجزرة بدون دماء.. تركيا تقتل الملايين ببطء عبر حرب المياه

تتسبب الممارسات التركية في تدمير الأمن المائي لملايين السكان في سوريا والعراق؛ إضافة إلى تبعات أخرى كارثية، أهمها تهجير السكان ومحو تاريخ أعرق الشعوب وأقدمها على وجه الأرض.

في خطواتٍ يسجلها التاريخ في سجل الجرائم بحق الشعوب، تستمر الدولة التركية في مخططٍ هو الأخطر ضد الشعوب القاطنة على ضفاف دجلة والفرات أهم الأنهار في الشرق الأوسط.

في السياق؛ يرى حسن كوجر نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إن ما تفعله تركيا بنهري الفرات ودجلة هي كارثةٌ إنسانية وطبيعية في الوقت نفسه، وما يشجعها على ذلك هو موقف الحكومتان العراقية والسورية غير الواضح حيال ذلك.

وجراء امتلاء بحيرة سد إليسو المشيد حديثاً، شُردَ سكان 200 قرية في شمال كردستان، أي ما يقارب 80 ألف مواطنٍ كردي.

وبهذا الخصوص يتساءل كوجر؛ ماذا يعني بناء سدٍ وسط قرىً كردية اعتادوا على حياةٍ طبيعية؟

مؤكداً أنهم يحاولون تهجير الآلاف إلى المدن الكبرى وصهرهم في دوامة العيش هناك. مضيفا بإنها عملية تغييرٍ ديمغرافي ممنهجة تمارسها دولة الاحتلال التركي في شمال كردستان.

وعراقياً؛ اعتبرَ الأستاذ الجامعي في جامعة بغداد جواد البيضاني أن بناء سد أليسو على مجرى نهر دجلة؛ يمثل أكبر تهديد للشعب العراقي عبر تاريخه، وهو تهديد وجود، لأن التدفقات المائية ستنخفض إلى مستوياتٍ مرعبة وتنتهي الزراعة إلى الأبد في العراق.

ودعا جواد البيضاني الحكومة العراقية إلى مقاطعة تركيا اقتصادياً ومقاومة سياستها الناعمة الهادفة لابتزاز العراق ومحوه.

جدير بالذكر أن مناطق في شمال وشرق سوريا والمناطق الوسطى في العراق، تعاني من مشكلة شح المياه بالتزامن مع عدم تساقط الأمطار بشكلٍ كافٍ خلال العام الماضي والجاري، ما ينذر بكارثةٍ إنسانية، في ظل خفض تركيا لمنسوب مياه نهري دجلة والفرات وتراجع نسبة امتلاء بحيرات السدود التي تغذي المنطقة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى