مخالب إيران وتركيا تمتد .. العين على أفغانستان “المهجورة”

وفي خطوة بالغة الأهمية، أتمت القوات الأمريكية، أمس الجمعة، الانسحاب من قاعدة “باغرام” الجوية الاستراتيجية، شمال العاصمة الأفغانية كابل.

لم تمض إلا ساعات قليلة على إعلان الجيش الأمريكي الإخلاء التام لـ”قاعدة باغرام” العسكرية في أفغانستان، حتى ظهرت أولى علامات الارتباك على الحكومة الأفغانية، نتيجة الضغوط السياسية والأمنية والاقتصادية، التي تمارسها الدول الإقليمية المحيطة بها.

الحكومة الأفغانية أعلنت موافقتها على الاجتماع الإقليمي الثلاثي بشأن ما أسمته “الدعم الإقليمي لعملية السلام الأفغانية”، الذي يجمعها مع كُل من باكستان وإيران، لكنه يعني فعليا بأن حكومة أفغانستان قدمت تنازلا سياسيا وعسكريا للدولتين، واعتبرتهما دولتان ذات نفوذ داخل أفغانستان.

فالاستراتيجية السياسية لإيران، وحسب تحركاتها الثنائية التواصلية مع كِلا القطبين المتصارعين في البلاد، تتقصد إضعافهما، كي تخلق مساحة للنفوذ والهيمنة الإيرانية، بالذات من خلال استغلال الورقة الطائفية، في استعادة لما تفعله إيران في أكثر من دولة إقليمية.

الرغبة التركية في استلام ملف أمن مطار كابول هدفها المساومة من خلال أكبر بلد ينتج التطرف

وفي الوقت نفسه، تجري تركيا سلسلة من الاجتماعات مع الولايات المُتحدة، لتُضخم من مهمتها المتفق عليها مع الولايات المُتحدة بشأن حماية القوات التركية لمطار كابول المدني الدولي، بحيث تشمل كل البعثات الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية، الأمر الذي يعني فعليا سيطرة تركيا على كابول.

ويشرح باحثون ، الدواعي الدافعة للقوى الإقليمية لإنشاء مساحة نفوذ ضمن أفغانستان بأنها لا تتعلق بثروات أو بموقع أفغانستان أو مساحته الشاسعة, بل أن التحكم بواحدة من أكثر بلدان العالم حساسية وإنتاجا للحركات المتطرفة، يسمح لهذه الدول ذات النفوذ أن تملك أوراق ضخمة لمساومة القوى العالمية الكُبرى، وهذه أكبر أدوات صناعة النفوذ في العالم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى