مراقبون: علاقة واشنطن وأنقرة في عهد بايدن لن تكون كما كانت في زمن ترامب

تميزت فترة رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة، بتمرير سياسات أردوغان فيما يخص الملف السوري، حيث تمكن الأخير في عهده من احتلال أجزاء من الشمال السوري، فيما يتساءل مراقبون عن العلاقة المقبلة بين واشنطن وأنقرة مع انتخاب جو بايدن رئيساً لأمريكا.

مع انتخاب المرشح الديمقراطي، جو بايدن، لمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأمركية لأربعة أعوام مقبلة، يتساءل مراقبون عن مقاربته الجديدة المحتملة لملفات الشرق الأوسط، وعلى الوجه الخصوص سوريا عموماً وشمال وشرقها خاصة، والتي تعرضت في فترة إدارة سلفه دونالد ترامب، لاحتلال أجزاء منها ومعاناة سكانها المستمرة حتى يومنا هذا.

تميزت فترة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ فيما يخص الشأن السوري، بدعم توجهات الدولة التركية وزعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم أردوغان، ففي هذا العهد بدأت تركيا باحتلال أجزاء من الشمال السوري، وتنفيذ مخططاتها الاستعمارية، بدءً من ريف حلب الشمالي مروراً بمنطقة عفرين إلى منطقتي سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض، والتي أسفرت عن تهجير معظم سكانها الأصليين، وتوطين حلفاء أردوغان مكانهم، وهو المخطط الذي على مايبدو لقي قبولاً من إدارة ترامب، خاصة مع تعيين جيمس جيفري؛ المعروف بعراب مصالح تركيا في الولايات المتحدة، مبعوثاً خاصاً لهذه الإدارة إلى سوريا.

علاقة ترامب الشخصية بأردوغان والتي انعكست بالدور السلبي لواشنطن فيها والمنطقة، كان محل استغراب حتى من المقربين منه في إدارته، حيث استغل زعيم العدالة والتنمية هذه العلاقة ونجح في إقناعه في العديد من الملفات التي تورطت فيها تركيا، كملف بنك خلق التركي، واحتجاز القس الأمريكي برونسون، فضلاً عن غزو شمال وشرق سوريا، عقب قرار ترامب المفاجئ سحب قوات بلاده من المنطقة.

وتعود علاقة ترامب وأسرته التجارية مع أردوغان إلى عام ألفين واثني عشر قبل أن تكون هذه العلاقة سياسية مع حضور الأخير تدشين برج ترامب في إسطنبول حين كان رئيسا للوزراء.

وبالعودة إلى ملف شمال وشرق سوريا، فإن تزامن قرار استقالة جيمس جيفري؛ الذي يوصف بمهندس مشروع ما تسمى المنطقة الآمنة التركية في شمال سوريا، مع رحيل ترامب عن البيت الأبيض، يؤكد على سياسة إدارة الأخير التي بنيت وفقاً لرغبات أردوغان فيما يخص سوريا، حيث استفاد جيفري المنحاز لأنقرة، من عدم وجود سياسة أمريكية واضحة في هذا الملف، ومن وجود رئيسٍ كترامب، كي يعزز الموقف التركي في سوريا،

بانتظار الرؤية الأمريكية الديمقراطية لملفات المنطقة، وخاصة سوريا وشمالها وشرقها، يؤكد مراقبون أن العلاقة مع تركيا لن تكون كما كانت في عهد ترامب، فجو بايدن لا يمتلك مصالح شخصية في تركيا مثل ترامب، كما أن بايدن ينتقد سياسيات أردوغان كثيراً، على خلاف سابقه المعجب به، وخاصة في قضية انتهاكات حقوق الإنسان بحق الكرد، واحتلال شمال سوريا وتهجير سكانها، ويبقى تأكيد هذه المسألة رهين الأيام المقبلة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى