مشاريع الطاقة وخطوط الغاز تغير التوازنات السياسية في العالم

يبدو أن التوازنات والصراعات في العالم باتت ترسم حول خطوط الطاقة ومشاريع نقل الغاز عبر القارات أبرزها مشاريع الغاز الروسي لأوروبا وكذلك المشروع الإسرائيلي لنقل الغاز إلى أوروبا من خلال قبرص واليونان بالإضافة إلى مشاريع أخرى هنا وهناك مثل نقل الغاز من مصر والأردن إلى لبنان عبر سوريا.

مشاريع للطاقة باتت تتحكم بمسار العلاقات بين الدول وترسم صراعات وتوازنات جديدة قد تقلب بعض الموازين في العالم يتنافس فيها روسيا ومن خلفها الصين والهند ومشاريع أخرى تسعى تركيا ليكون لها دور فيها مع التنافس مع اليونان وقبرص في شرق المتوسط.

مشروع إيست ميد لإيصال الغاز الاسرائيلي إلى أوروبا ضربة لتركيا وروسيا

مطلع عام ألفين وعشرين وقعت اليونان وقبرص وإسرائيل على اتفاق لمد خط أنابيب تحت البحر بطول ألف وتسعمئة كيلومتر لنقل الغاز الطبيعي من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا بحلول عام ألفين وخمسة وعشرين، وسمي المشروع باسم إيست ميد أو مشروع شرق المتوسط.

واتفقت حكومات أوروبية مع إسرائيل على المضي قدما في المشروع الذي تبلغ تكلفته نحو ستة مليارات دولار، ومن المتوقع أن تبلغ طاقته عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً. وسيمتد الخط من إسرائيل عبر المياه الإقليمية القبرصية مرورا بجزيرة كريت اليونانية إلى البر اليوناني الرئيسي وصولا لشبكة أنابيب الغاز الأوروبية عبر إيطاليا.

دونالد ترامب أيد مشروع ايست ميد لكن الإدارة الحالية أوقفت دعم المشروع

ورأي مراقبون في هذا المشروع بديلاً لمشاريع الغاز الروسية التي وصلت أوروبا فعلياً منذ عام ألفين واثني عشر، وربما لهذا السبب أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعمه وتمويله للمشروع لتنويع مصادر الغاز إلى أوروبا كي لا تستخدمها روسيا كورقة ابتزاز.

لكن الإدارة الأمريكية الحالية قررت مطلع العام الجاري وقف دعم مشروع إيست ميد فيما وصفها مراقبون ضربة لإسرائيل واليونان، وقد يعني ذلك بوادر لاتفاق أمريكي روسي جديد خاصة أن الصراع مشتعل بين الطرفين بخصوص أوكرانيا التي تمر منها خطوط الغاز الروسية والتي يعتبرها مراقبون سبب للصراع في أوكرانيا.

اتفاق اسرائيلي مصري على تزويد القاهرة بالغاز الاسرائيلي لمدة عشر سنوات ونقل الغاز إلى لبنان عبر سوريا

وكانت إسرائيل قد عقدت اتفاقاً مع مصر مدة عشر سنوات لتزويد مصر بالغاز الإسرائيلي حتى استغلال حقولها المكتشفة في البحر، ويرى محللون أن الاتفاق الأخير بين الأردن ومصر ولبنان والذي شمل سوريا أيضاً يشمل نقل الغاز الإسرائيلي من مصر إلى لبنان عبر سوريا وهو ما وجدت فيه حكومة دمشق متنفساً من القطيعة العربية والإقليمية.

وبما أن خطوط الطاقة وخاصة الغاز باتت تتحكم بشكل التوازنات والعلاقات بين الدول تسعى روسيا لغزو أوكرانيا لضمان سير عمل خط الغاز نورد ستريم تو وهو ما يدفع الغرب وخاصة الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب أوكرانيا كي لا تكون روسيا متحكمة بورقة الغاز إلى أوروبا وقد تتجه الولايات المتحدة للبحث عن مشاريع طاقة أخرى بديلة للخطوط الروسية مع العلم أن الاهتمام الأوروبي يتجه اليوم للطاقة البديلة بدلاً من الوقود الأحفوري.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى