مع مواصلة قطع أشجارها..جبال عفرين الخضراء تتحول إلى جبال جرداء قاحلة

تستمر جرائم وانتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين المحتلة التي طالت كل ما يحمل مظاهر الحياة من إنسان أو نبات أو شجر أو حجر، وذلك وسط تأكيد المهجرين على مواصلة نضالهم حتى العودة إلى مدينتهم.

من غابات خضراء مليئة بالحياة إلى جبال صحراوية قاحلة جرداء، تعكس قساوة المقدمين على قتل الحياة فيها وبربريتهم، هكذا غدت الجبال المطلة على قرى ناحية بلبلة في مدينة عفرين المحتلة.

تلك المدينة التي كانت تسحر كل من زارها ورأى سخاء طبيعتها، لكنها انقلبت رأساً على عقب بعد أن احتلت من قبل الفاشية التركية ومرتزقتها الذين يحملون الخراب والدمار في قلوبهم ويعكسونه على الطبيعة أمامهم.

ويواصل مرتزقة الاحتلال التركي جرائمهم وانتهاكاتهم في مدينة عفرين تجاه البشر والشجر وحتى الحجر، ويعتدون على كل شيء جميل ويحولونه إلى دمار، حتى تكاد المدينة وغاباتها ومزارعها الخضراء تتحول إلى أرض ترابية خالية من الشجر.

وبحسب منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا، فإن مرتزقة الاحتلال التركي يواصلون منذ ثلاثة أشهر، اقتلاع الآلاف من الأشجار ضمن الغابات الطبيعية في جبال قرى “بيكه، و شنكيله، وعلي كارو ،و طوبال، و ناحية بلبله بريف عفرين” بشكل جائر بمساحة تقدر بأكثر من عشرة هكتارات.

وذلك بهدف الإتجار بالحطب وبيعه في الأسواق المحلية السورية والتركية على غرار ما حدث في الغابات المحيطة ببحيرة ميدانكي في عام ألفين وعشرين.

ومؤخراً أقدم المرتزقة على قطع خمس وأربعين شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن إبراهيم الكومجي، من قرية ميدانكي التابعة لناحية شرا.

هذا وبلغ عدد الأشجار التي تم قطعها في غابات عفرين بعد احتلالها أكثر من ثلاثة عشر مليون شجرة بمساحة حوالي خمسة وثلاثين ألف هكتار، وماتزال عملية القطع والقلع الجائرة مستمرة حتى الآن، بحسب ما نشرته منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا.

مهجّرو عفرين في مخيم الشهباء: النضال مستمر حتى العودة إلى عفرين

إلى ذلك أكّد المهجّرون قسراً من عفرين في مخيم الشهباء، أنهم سيواصلون نضالهم حتى العودة إلى ديارهم.

المهجرة ليلى محمد، القاطنة في مخيم الشهباء أشارت إلى الصعوبات التي يواجهونها وهجمات الاحتلال التركي التي يتعرضون لها في المخيم الواقع بالقرب من الشريط الحدودي، مؤكدة أن تلك الهجمات لم تتوقف طوال الشتاء وأن بعض القذائف كانت تسقط بالقرب منهم وتسبب الذعر للأطفال.

وطالبت ليلى محمد المنظمات الإنسانية العالمية بمتابعة الوضع في المخيمات، وأخذ هذه الهجمات والصعوبات بعين الاعتبار، مشددة على صمودهم أمام كلّ هذا، فقط في سبيل العودة إلى عفرين.

من جانبه أشار المهجر جمال يوسف إلى تكاتفهم كمكونات تضم الكرد والعرب في سبيل مواصلة النضال والمقاومة في وجه الاحتلال وهجماته.

كما لفت إلى دعم الإدارة الذاتية لهم رغم مواجهتها للتحديات والصعوبات الناجمة عن الحصار الذي يمنع دخول المواد الأساسية إلى مناطقهم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى