ملف الرئاسة اللبناني معلق بتسوية تقودها دول خارجية

أخفق البرلمان اللبناني من جديد في انتخاب رئيس للبلاد، ما فتح الباب أمام التدخّل الخارجي، فيما لن يكون ترحيل الملف اللبناني إلى الخارج مفاجئاً للمعنيين بأزمته، بعدما استعصى عليهم الاتفاق على رؤية موحدة.

لم تكن المفاجأة التي سجلتها الأرقام في جلسة انتخاب رئيس جمهورية للبنان، إلا دليلاً على أن لبنان وصل إلى حائط مسدود على صعيد الاستحقاق الرئاسي، في ظل تمسّك القوى بمواقفها. حيث فقدت الأطراف كافة إمكانية الحل والتوافق للخروج من المراوحة رئاسياً؛ لرهانهم على الخارج.

وهذا يشير إلى أن التسوية ستكون سيدة الموقف في المرحلة المقبلة، ويؤكد محللون أن ما حصل في الجلسة غيّر في الكثير من المعادلة، فطريق بعبدا مقطوعة بين أزعور وفرنجية، ما يعني أن الخيار الثالث سيكون أساس أي تسوية جديدة، وأن الفرنسيين والسعوديين يعملون على إطلاق وساطة لانتخاب الرئيس، ما يعني تدويل الملف إلى الخارج.

وذكّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بـ “ضرورة وضع حد سريع للفراغ السياسي المؤسساتي في لبنان”، وفق ما أعلن الإليزيه مساء الجمعة إثر اجتماع بين الزعيمين.

وقالت الإعلامية اللبنانية موناليزا فريحة، إن التعطيل كلّف البلد انهياراً ودماراً، وحق تعطيل النصاب لا يُمارس بعد 7 أشهر من الفراغ، ولا يجوز تشريع اللا مشروع، وإن الخاسر الأكبر من هذا التعطيل هو الشعب اللبناني.

وأضافت موناليزا فريحة إن: “باريس تلقت ضربة معنوية بعدم نجاح مبادرتها التي كانت تقوم على المقايضة التالية انتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية مقابل تكليف الدبلوماسي نواف سلام رئيساً للحكومة، مع ترتيبات محاصصة حول الحقائب الوزارية والبنك المركزي ومراكز بمؤسسات الدولة”.

وأكدت أن: “تلك المعادلة أثارت غضباً واستياء قوى سياسية معادية لفرنجية، وتحديداً القوى المسيحية، فدعمت أزعور كردّ فعل على موقف فرنسا الداعم لفرنجية”.

كلام موناليزا الذي يتقاطع مع كلام الكثير من المحللين والمتحدثين باسم الأحزاب اللبنانية، يعني أنّ لبنان دخل في أتون ربط ملفات المنطقة مجدداً، وأنّ البت بالموضوع الرئاسي صار مستبعداً في الوقت الحاضر، إلا بناءً على تسوية كبرى لم تتضح معالمها بعد.

هذا ويصل إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل، الموفد الرئاسي جان إيف لودريان لبدء مهمته التي كُلّف بها أخيراً. وتلي زيارته لقاء ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي يتناول الملف اللبناني، إذ إن الرياض وباريس عضوان في مجموعة اللقاء الخماسي حول لبنان، إلى جانب واشنطن والقاهرة والدوحة.

وضع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري شرطاً للدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى