اجتماع رباعي جديد في أستانا على وقع المتغيرات الإقليمية والدولية

يُعقد في 21 حزيران الجاري، اجتماع بين دولة الاحتلال التركي وروسيا وإيران وحكومة دمشق، وسط متغيرات جديدة على الساحة الإقليمية، ابتداء من إعادة دمشق إلى الجامعة العربية وإعادة انتخاب زعيم الفاشية التركية أردوغان رئيساً لتركيا، وصولاً لإعلان روسيا عن خارطة طريق جاهزة للتطبيع.

تستضيف مدينة آستانا الكزخية في الواحد والعشرين من حزيران الجاري، اجتماعاً يضم نواب وزراء خارجية دولة الاحتلال التركي وروسيا وإيران وحكومة دمشق. ويأتي الاجتماع الجديد في إطار مسار طويل أطلقته روسيا لتطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق.

البداية كانت عن طريق أجهزة الاستخبارات، إذ عُقدت عدة جولات من اللقاءات بين رئيس مخابرات حكومة مشق علي مملوك ونظيره التركي هاكان فيدان (وزير الخارجية الحالي)، ولم تنقطع العلاقات الأمنية بين الطرفين حتى في ذروة الصراع بينهما منذ بداية عام 2011، واستمرت حتى مهّدت الطريق للقاءات على المستوى الوزاري.

المسار ظهر للعلن بشكل رسمي في 28 كانون الأول عام 2022، حين استضافت العاصمة الروسية موسكو اجتماعاً بين وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة الاستخبارات لدولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق وروسيا.

وبعد تغييب إيران عن مسار التطبيع في البداية، والذي على ما يبدو أثار استياءها، أعلنت كل من روسيا ودولة الاحتلال التركي ضم إيران إلى المسار لتتحوّل الاجتماعات الثلاثية إلى اجتماعات رباعية. وتم تأجيل هذه الاجتماعات في أكثر من مناسبة بذرائع مختلفة، حتى عقد اجتماع ضم وزراء خارجية الدول الأربعة في الـ 10 من أيار الفائت.

ويأتي الاجتماع الجديد المقرر بين نواب وزراء خارجية الأطراف الأربع في الواحد والعشرين من حزيران الجاري وسط عدد من الثوابت والمتغيرات.

الشرط الأساسي لحكومة دمشق لتحقيق تقدم في مسار التطبيع مع دولة الاحتلال التركي هو انسحاب قوات الاحتلال من الأراضي السورية المحتلة، إضافة إلى وقف دعم المجموعات المرتزقة، شرط تقابله دولة الاحتلال التركي بالرفض، وتشترط على حكومة دمشق بالمقابل الانضمام إلى مساعيها في القضاء على المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا.

ولكن الموقف التفاوضي لحكومة دمشق اختلف كثيراً عما كان عليه في بداية مسار التطبيع، حيث اكتسبت المزيد من نقاط القوة مع إعادتها إلى الجامعة العربية، التي يبدو أنها تحاول جاهدة لإبعاد سوريا عن الفلك الإيراني ومجابهة الغطرسة التركية التي تعيش أحد أسوأ لحظاتها مع الانهيارات المتكررة لليرة التركية والانقسام الحاد في صفوف المجتمع التركي، وتراجع كبير في شعبية الرئيس الفاشي رجب أردوغان.

موسكو تعلن موعد الاجتماع الرباعي: خارطة التطبيع بين حكومتي دمشق و الاحتلال التركي جاهزة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى