هيئة العلاقات الخارجية: استهداف المنشآت هي جريمة حرب بحسب القانون الدولي

أكدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن هجمات الاحتلال التركي تفاقم الوضع الإنساني والمعيشي في شمال وشرق سوريا وتدفع للهجرة والتدمير.

عقدت دائرة العلاقات الخارجية اليوم، مؤتمراً صحفياً، حول هجمات الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا.

قرئ البيان من قبل الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، سمر العبد الله.

وجاء في نص البيان:

“تشكّل الدولة التركية في شكلها وسياستها إطاراً سلبياً في الوضع السوري المتأزم منذ أكثر من عقد، حيث تراهن هذه الدولة على سياسات الإبادة والتهجير والتدمير وتمارس دعماً مطلقاً للإرهاب وللقوى التي تسمي نفسها سياسية ومحسوبة على السوريين وما هي إلا أداة لشرعنة سياسات تركيا المذكورة في سوريا. بعد فشل المشروع التركي في سوريا وخسارتها لورقة الإرهاب بدأت بشكل مباشر في التدخل ومارست الحرب بشكل فظيع ضد السوريين عامة وضد مناطقنا على وجه الخصوص، المناطق التي رفضت أن تكون خاصرة رخوة لتركيا ولمرتزقتها ورفضت على عكس الآخرين، التبعية لتركيا والتآمر على بلدها سوريا وشعبها العريق.

تحت حجج واهية وبذرائع خالية من المنطق تمارس هذه الدولة العداء لسوريا وتتفاعل مع مساعي التخريب والتدمير لا بل تديرها وتوجهها نحو ما يعيق التوافق والاتفاق وما يضمن الاستقرار.

منذ سنوات وهي تضرب مناطقنا وتستهدفها للنيل من إرادة أبنائها ومكوناتها، حيث منذ عام 2015 ومع بداية انهيار داعش، بدأت في استخدام مختلف صنوف الأسلحة بما فيها النابالم الحارق وساهمت في دعم المتطرفين الذين فروا إلى تركيا بعد سقوط داعش فجندتهم بمسميات أخرى. اليوم هناك استهداف للحل، للاستقرار، للتوافق وللتطلعات الديمقراطية في سوريا عبر شمال وشرقها، هذه الحرب هي حرب على كل السوريين دون استثناء وحرب عداء واضحة لجهود الحل والاستقرار.

منذ تاريخ الرابع من الشهر الجاري، تستهدف تركيا منشآت حيوية وأماكن مدنية، ومحطات نفط وكهرباء، ومشافٍ، ومحطات مياه، ومخيمات بدون أي رداع دولي ولا حتى أخلاقي، هذه الحرب هي حرب الانتقام لداعش وحرب انتصار شعبنا على مخططات الفتنة والدمار التي رعتها تركيا ومثيلاتها في عموم سوريا وخاصة في مناطقنا، حرب على جهود مكافحة الإرهاب بهدف تعطيلها، حرب للكذب على الرأي العام التركي وتوجيهه نحو مخاطر افتراضية لا أساس لها من الصحة.

أدت هذه الهجمات التركية مؤخراً لتداعيات سلبية للغاية تتمثل في الجانب الإنساني والخدمي، حيث استهداف مرافق العيش هذه جعل أكثر من مليوني إنسان بدون خدمات من قبيل الماء والكهرباء بالإضافة لما يعانونه من قبل من حصار جائر وتأزم للوضع الاقتصادي نتيجة سياسات تركيا تجاه مناطقنا.

إذ أن القاعدة السابعة من القانون الدولي الإنساني العرفي وبمقتضى المادتين 48 و54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949، وعليه فإن استهداف موارد العيش من محطات كهرباء وماء وتصفية بترول يشكّل جريمة حرب، لا سيما وأن هذا الاستهداف يتنافى مع مبدأ التناسب الذي هو أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني.

وفي تجاهل تام لكل القيم والمعايير القانونية والعهود الدولية قام العدوان التركي بأكثر من 40 ضربة جوية بـ 30 طائرة مسيّرة بالإضافة لاستهداف عموم مناطق شمال وشرق سوريا بطائرات حربية واستهداف المناطق المأهولة بالأسلحة الثقيلة. حيث تم قصف:

1- مخيم الحسكة ومناطق حولها من المناطق السكنية.
2- محطة الحمة في الحسكة التي تغذي الحسكة وريفها بالمياه، كذلك محطة المياه في قرية الركبة بين الحسكة وتل تمر.
3- استهداف سد جل آغا ما ينذر بعواقب وخيمة.
4- قرية تل حبش في عامودا، قرى الطويلة وقرى الدردارة في تل تمر وتل جمعة وأدى لسقوط جرحى من المكون السرياني وقصف مدفعي على أم الخير في ذات المنطقة كذلك قرى غرب صرين في كوباني.
5- مواقع نفط ومنها كرداهول، وآل قوس، ومحطة سيكركا، وأدى على خروجها عن الخدمة ومحطة سعيدة، والزرابة، وحقل العودة في تربه سبيه.
6- منشأة السويدية الحيوية للغاز، ومحطة تغذية الكهرباء في السد الغربي في الحسكة التي تغذي أجزاء واسعة من الحسكة، ومحطة الكهرباء في قامشلو، وكذلك محطة تحويل الكهرباء في تربه سبيه ومحطة عامودا التي تغذي كهرباء الدرباسية ومنها يتم تغذية محطة علوك للمياه، ما أدى إلى ضرر كبير في المحطة وانقطاع الكهرباء عن علوك.
7- مواقع للإنشاءات في قامشلو وكرباوي، وقصف محلق رميلان، إضافة لاستهداف منطقة زيوانة في الشهباء، و8 قرى في شيروا وشرا في عفرين، ومناطق في تل رفعت وقرى في ريف عين عيسى بالرشاشات بالتوازي مع الطائرات المسيّرة في مناطق الجزيرة. كذلك استهداف جبل گزوان بأربع قذائف عبر الطيران الحربي. كذلك مناطق من ديرك وصوامع عامودا ومشته نور في كوباني.

تضررت القطاعات الخدمية وتعرضت بعض المواقع ومنها النفطية لضربات عدة ما أدى على خروجها عن الخدمة، وكذلك محيط بعض المشافي التي كانت مخصصة لكوفيد 19 والآن تقدم الخدمات والدعم الصحي للأهالي.

أيضاً أسفرت هذه الهجمات عن وقوع شهداء وجرحى كحصيلة أولية وصلت إلى 15 شخصاً، بينهم 8 مدنيين و6 من قوى الأمن الداخلي- الأسايش ومقاتل من قوات سوريا الديمقراطية كشهداء، وأيضاً 10 جرحى، بينهم 8 من المدنيين منهم طفل واثنان من قوى الأمن الداخلي- الأسايش.

نؤكد نحن في دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أنه من الضروري لكل القوى الوطنية السورية العمل لإبداء موقف واضح حيال ما تفعله تركيا في سوريا، وإدراك أن تركيا دولة متآمرة على وحدة سوريا وشعبها وتبث مشاريع الفتنة والتقسيم، وعليه نناشد ضرورة وجود مواقف واضحة داخلية على الصعيد الوطني وخارجية على القوى التي تحارب الإرهاب، والمجتمع الدولي بكافة مؤسساته، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن والجهات الحقوقية والإنسانية إدراك مخاطر هذه الحرب التي تؤدي على ضرر في مكاسب شعبنا ضد الإرهاب وتفاقم الوضع الإنساني والمعيشي وتدفع للهجرة والتدمير، خاصة وأنها تتعارض مع جميع المسارات الأممية للحل في سوريا ومنها القرار 2254- لعام 2015، ونؤكد أننا سنواصل عملنا بحزم نحو مكافحة سياسات الإبادة وندعو شعبنا للتكاتف والوحدة كما كان دوماً في وجه هذه الحرب وأصحابها، مع تأكيدنا التام أن إنهاء الاحتلال التركي ومنع تدخله في شؤون السوريين هو المسار الأصح للاستقرار والحل في سوريا”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى