واشنطن بوست: تعامل الإدارة الذاتية مع محتجزي داعش إنساني ويهدف لتأهيلهم

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تتبع منهجا خاصا في التعامل مع محتجزي داعش في سجونها، ينطلق من مبدأ تأهيلهم من جديد ليصبحوا قابلين للاندماج بالمجتمع بعد إطلاق سراحهم.

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريراً تحدثت فيه عن كيفية معاملة سلطات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لمحتجزي داعش، في سجونها.

وقالت الصحيفة إن الإدارة الذاتية تحاول اتباع نهج مختلف في التعامل مع هؤلاء، ويقول المسؤولون هناك إن هدفهم هو إعادة تأهيل وإعادة دمج العديد منهم في مجتمعاتهم فيما بعد، على أمل ردع إحياء فكر داعش المتطرف من جديد.

وتشير الصحيفة إلى أن الفكر الذي يتبناه الكرد السوريون يستبعد عقوبة الإعدام، حيث تصدر المحاكم أحكاماً مُخففة على المسلحين الذين لم يثبت ارتكابهم جرائم كبرى، فضلا عن إطلاق سراح المئات بكفالة العشائر العربية المحلية.

وتردف الصحيفة أنه من خلال اتباع أسلوب اللين والتسامح تأمل الإدارة الذاتية في كسر حلقة الانتقام والعنف في المنطقة، ويقول خالد برجس علي، وهو قاضٍ بارز في محاكم الإرهاب التي تديرها الإدارة في هذا الصدد للصحيفة:
ذا حكمت على رجل بالموت، فإنك تنشر الكراهية، وإذا انتقمت فسيصبح الناس متطرفين. لكن مع المصالحة، نحن متأكدون من أنه بإمكاننا إنهاء المشكلة.

وتتساءل الصحيفة عن سبب عدم استجابة المجتمع الدولي حتى الآن لمقترح الإدارة الذاتية لإنشاء محكمة دولية لمحتجزي داعش الأجانب لديها.

وعن أحوال هؤلاء يضيف التقرير أنه تم ترك إدارة المنطقة بمفردها لاستيعاب وإطعام وحراسة الدواعش المحتجزين الآن في السجون، ومن بينهم ألف أجنبي وتسعة آلاف من زوجاتهم وأطفالهم من ست وأربعين دولة.

ووفقا للصحيفة فإن ظروف مرتزقة داعش المحتجزين في سجون الإدارة الذاتية جيدة، ويستشهد تقريرها بسجن قامشلو، ويضيف: هناك أربعة وعشرون سجيناً في السجن يحضرون دروساً فنية، حيث كانوا يرسمون أشجار النخيل الورقية في غرفة مكتظة باللوحات، بعضهم يشرح عمليات إعادة بناء البلدات والقرى التي صنعها السجناء على ما يبدو.

ويسوق التقرير كمثال التجربة العراقية في إطار النتائج السلبية للتعامل العنيف مع أصحاب الفكر المتطرف، حيث قال باحثون في مجال حقوق الإنسان إن تعذيب وإساءة معاملة العراقيين المشتبه بتورطهم في أنشطة متطرفة ساعدت في تأجيج عودة داعش بعد مغادرة القوات الأمريكية للعراق عام ألفين وأحد عشر.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى