واشنطن: لا نوافق على كل إجراءات تركيا في سوريا وهجمات النظام تجاوزت كل الحدود

أبدت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى حلف الأطلسي الناتو، كاي بيلي هاتشسون، في تصريحات صحفية أدلت بها اليوم عدم الموافقة على كل الإجراءات التي تتخذها تركيا في سوريا، إلا أنها أشارت في الوقت ذاته بأن هجمات النظام المدعوم من روسيا تتجاوز كل الحدود.

وأضافت هاتشسون: “نحن مصممون بكل حزم على دعم تركيا في هذا الوضع، وسنطلب من روسيا وقف الدعم للأسد لإيجاد إمكانية للمضي قدما نحو اتفاق سلام في سوريا”.

يذكر أن خلافات ظهرت بين واشنطن وأنقرة على خلفية الغزو التركي لشمال سوريا في اكتوبر من العام الماضي.

ويرى محللون أن الموقف الأمريكي الداعم لتركيا في مسألة إدلب، مرده سعي واشنطن للحفاظ على آخر معقل لما تسمى المعارضة السورية، لإعادة كل الأطراف إلى مسار جنيف.

من خلال دعمها لاردوغان امريكا تسعى للحفاظ على المسار السياسي في جنيف

يتسم الموقف الأمريكي الداعم للاحتلال التركي، عندما تتعلق المسألة بمحافظة إدلب ، بالغوض والإزدواجية، فرغم وجود الآلاف من الإرهابيين المصنفين على لوائح الإرهاب الدولية، بتسمياتهم المختلفة، أبرزها هيئة تحرير الشام النصرة، إلا أن الولايات المتحدة تتدخل إلى جانب دولة الاحتلال التركي، لمنع فقدان السيطرة على المحافظة لصالح قوات النظام حليفة روسيا.

وعقب سيطرة قوات النظام على مدينة سراقب الاستراتيجية، وقبلها مدينتي معرة النعمان وخان شيخون، وخلال اليومين الماضيين أصبح قاب قوسين أو أدنى من السيطرة الكاملة على الطريق الدولي دمشق ـ حلب المعروف بـ إم فايف. سارعت واشنطن إلى الإدلاء بتصريحات ضد روسيا، في استادرة مفاجئة لدعم الموقف التركي علناً، رغم توتر العلاقات بين البلدين نتيجة سوء سلوك أردوغان في المنطقة وغزوه لشمال شرق سوريا.

في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة أن روسيا تهدد وجودها في سوريا من خلال السعي للسيطرة على محافظة إدلب.

متابعون للصراع في سوريا والحرب المستعرة في البلاد والتي اقتربت من طي عامها التاسع، يرون أن واشنطن لن تسمح بسقوط آخر المعاقل لما تسمى المعارضة السورية والتي تعول عليها، في إعادة الملف السوري إلى جنيف، وفقا للقرار ألفين ومئتين وأربعة وخمسين عقب تفرد ثلاثي أستانا به.

ورغم أن هذه البقعة الجغرافية تحولت إلى بؤرة للإرهابيين، والمجموعات المتطرفة، وحتى مرتزقة داعش وقادتهم، إلا أن وقوعها بيد النظام يعني انتهاء مسار جنيف، لجهة فقدان الطرف المجابه للنظام سيطرته على أي بقعة من الأراضي السورية، وبالتالي تمثيله السياسي، إذ تعتبر المناطق التي سيطرت عليها تركيا محتلة ، أي أنها خاضعة لقواعد سلطات الاحتلال، ونعني بذلك عفرين وماتسمى مناطق درع الفرات وسري كانيه وكري سبي تل أبيض، وبالتالي لا يمكن لتلك المناطق الخوض في العملية السياسية باستقلالية وأجندات وطنية، كما أن مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لم يتم تمثيلها لا في جنيف ولا في أستانا أو أي مباحثات بشان سوريا، والتي كانت تجابه بالفيتو التركي.

السبب الثاني الذي يدفع بواشنطن التمرتس إلى جانب الاحتلال التركي ومرتزقته في إدلب، هو التنافس الروسي ـ الغربي، في مسألة عضوية أنقرة في حلف الشمال الأطلسي الناتو، فبينما تسعى روسيا مستخدمة كل إغراءاتها لإبعاد تركيا عن الناتو، تحاول بقية أعضاء الحلف وفي مقدمتهم الولايات المتحدة للحفاظ عليها في حظيرة الحلف، وفق محللين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى