ولي العهد السعودي بن سلمان في أنقرة بعد خلافات فرّقتهما وضرورات جمعتهما

للمرّة الأولى منذ تعيينه ولياً للعهد يزور محمد بن سلمان تركيا لإجراء محادثات مع رئيس النظام التركي الفاشي إردوغان، بهدف التطبيع الكامل للعلاقات التي تضررت بشدّة بعد ما عرف بـ”الربيع العربي”، وتصاعد تضررها بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتركيا ليست عابرة، وهي ببساطة تعبير مكثّف عن ملامح مرحلة مقبلة تحاول الولايات المتحدة الأميركية رسمها من جديد.

تأتي الزيارة هذه عقب زيارة رئيس الفاشية التركي اردوغان في نيسان الماضي للسعودية، بعد حملةٍ استمرّت أشهراً بغية إصلاح العلاقات ، تضمنت إسقاط المحاكمة الخاصة بمقتل خاشقجي في إسطنبول عام 2018.

التطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي في الفترة الأخيرة، دفعت الطرفين إلى التقارب مجدداً، ولعلّ أبرز هذه العوامل التي شجّعت عليها ، التخلّي عن السياسات الإقليمية السابقة (مصر، سوريا، ليبيا..) التي استنزفت قدراتهما الاقتصادية والعسكرية، فضلاً عن سعي كليهما لتحقيق مصالح الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة.

العلاقات التركية السعودية كانت تسير على نحوٍ إيجابي إلى حدٍ ما، حتى فترة “الربيع العربي” والأزمة الخليجية، إذ أدّى تبني كلتا الدولتين مواقف متباينة تجاه “الربيع العربي” إلى تراجعٍ كبير في العلاقات.

بالاضافة للضربات القاسية التي لحقت بجماعة الاخوان المسلمين في كل من مصر وتونس الامر الذي ضغط على داعمهم الرئيسي في انقرة بعد العناد المصري والإصرار على اغلاق ملف دعمهم كشرط لارجعة فيه من اجل عودة العلاقات وهذا ما سيكون ايضا إحدى مطالب الرياض بحسب محللين.

وساد التوتر العلاقات بين البلدين في أعقاب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول. ومنذ اندلاع أزمة خاشقجي عام 2018، أدى إردوغان دوراً في تفعيل هذه القضية ضد ابن سلمان.

بالنسبة لهذه القضية، فقبل بضعة أيام من زيارة الفاشي إردوغان السعودية في نيسان الماضي، بدا أنّ أنقرة تُلبي شرطاً سعودياً رئيسياً لإصلاح العلاقات، وهو إغلاق القضاء التركي المحاكمة الغيابية التي يُجريها بحق 26 مواطناً سعودياً يُشبته في ضلوعهم في جريمة قتل خاشقجي، وتسليم الملف إلى القضاء السعودي.

هذا ويهرول اردوغان في كل اتجاه نتيجة التضخم في العملة التركية والتدهورالاقتصادي وحروبه في سوريا والعراق وتهديداته المستمرة بشن عمليات احتلالية في شمال وشرق سوريا سعيا لاحياء داعش ومخططاته العثمانية جميعها افلست البلاد في مرحلة مقبلة على الانتخابات …وسط تراجع ملحوظ لشعبية اردوغان حسب استطلاعات في الشارع التركي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى