​​​​​​​اجتماعات مكوكية لقادة عرب وغياب آخرين.. وتساؤلات عما يدور في الغرف المغلقة

كثف بعض قادة الدول العربية لقاءاتهم خلال الأيام الأخيرة وسط غياب قادة دول كبرى وهو ما اعتبره مراقبون مؤشر على خلافات وأزمات عالقة بين قادة المنطقة, إضافة إلى أن هناك تحالفات إقليمية جديدة يتم الإعداد لها.

على غير العادة، شهدت الأيام الأخيرة الماضية، حراك عربي على مستوى بعض القادة والزعماء، حيث تعددت اللقاءات الثنائية والثلاثية والقمم المصغرة التي جمعت بعض القادة العرب في توقيتات زمنية متقاربة بعدة عواصم عربية وسط غياب ملحوظ لقادة آخرين.

البداية كانت من القاهرة التي استضافت قبل أسبوعين وبالتحديد في السابع عشر من كانون الثاني قمة ثلاثية جمعت الرئيس المصري ونظيره الفلسطيني إلى جانب ملك الأردن.

بعدها بأقل من 24 ساعة، اصطحب الرئيس المصري ملك الأردن للمشاركة بالقمة التشاورية التي استضافتها ابوظبي بمشاركة الرئيس الإماراتي وأمير البحرين وأمير قطر وسلطان عمان في غياب دول كبرى مثل السعودية والكويت والمغرب.

ولم تمضي أيام على قمة أبو ظبي حتى بدأ العاهل الأردني زيارة خارجية استهلها بالعاصمة القطرية الدوحة واجتمع خلالها بأمير قطر.

ويرى مراقبون أن هذه اللقاءات المتسارعة بين القادة العرب تعبر عن حجم التحديات التي تمر بها المنطقة في ظل الصراعات والأزمات التي يعيشها العالم. وبحسب الخبراء فإن غياب دول كبرى عن مثل هذه اللقاءات يعبر عن تحالفات جديدة يتم تشكيلها في المنطقة.

الباحث والمحلل السياسي المصري محمد عبادي يرى أن التحديات الدولية تفرض على القادة العرب، المسارعة في اتجاه التكامل والتضامن العربي، لافتاً إلى أن التصعيد العالمي على الجبهات المتعددة سواء كان في أوروبا أو آسيا أو في الشرق الأوسط، يحتاج إلى موقف موحد راسخ من القادة العرب.

وبحسب عبادي فإن التصعيد العسكري، على هذه الجبهات المتعددة، له تبعاته الاقتصادية التي تؤثر على الدول النامية، والتي ستكون بحاجة إلى أفكار غير تقليدية، لمجابهة التضخم وتقلبات الأسواق العالمية.

وأشار إلى أن هذه القمم تبرز الدور العربي على الساحة العالمية، وهو ما يمكن الاستفادة منه، في دور الوساطات في تلك النزاعات، مثل ما سبق وأعلنته مصر، بإمكانية لعب دور الوسيط بين الفرقاء على الجبهة الروسية- الأوكرانية.

من جانبه، يرى الخبير المغربي في العلاقات الدولية صبري الحو أن هذه المشاورات تنم عن إحساس الدول العربية بمتغيرات الساحة الدولية، خاصة مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، واستمرار تداعياتها، وعدم وضوح الرؤية حول كيفية وأجل نهايتها، معتبراً أنها ستنتهي بحرب عالمية جديدة، إن لم تكن قائمة بالفعل.

وبحسب الحو فإن عقد هذه اللقاءات دون حضور السعودية والمغرب وغيرها يدل على وجود اصطفافات جديدة بالمنطقة في ظل وجود صعوبات أو استحالة قيام وحدة عربية في الوقت الحالي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى