الاحتلال التركي ينافس مصر في السودان وليبيا

على الرغم من التقارب الدبلوماسي المعلن بين القاهرة وأنقرة، يبدو أن هناك ملفات لا زالت شائكة بين البلدين، وهو ما كشفت عنه زيارة رئيس مخابرات دولة الاحتلال، هاكان فيدان للخرطوم، بعد أيام قليلة من زيارة ممائلة لنظيره المصري، عباس كامل.

شهدت الأيام الأخيرة الماضية، زيارات وتحركات مريبة لرئيس مخابرات دولة الاحتلال التركي، هاكان فيدان الذي زار السودان وليبيا وسط مخاوف مصرية من أهداف أنقرة وسياساتها في هذه الدول التي تدخل ضمن ملفات الأمن القومي المصري؛ ما أثار تساؤلات عن مستقبل العلاقة بين القاهرة وأنقرة في ظل التحركات التركية الأخيرة.

يقول مراقبون، إن مصر تعلم التطورات التي شهدتها العلاقات بين السودان وتركيا مؤخراً، ولن تتهاون إذا اتخذت أنقرة من عملية التوسع الراهنة وسيلة للتسلل إلى البحر الأحمر، وعودة شبح سيناريو تطوير ميناء سواكن الذي اتفقت عليه مع الخرطوم أواخر عهد الرئيس المخلوع عمر البشير وتم تجميده عقب سقوطه.

ويرى مراقبون، أن هذه التحركات المخابراتية بين البلدين جزء من صراع خفي بينها؛ للحفاظ على مصالحهم في مستقبل السودان وليبيا في ظل الأزمة السياسية التي يشهدها البلدان.

خبيرة الشؤون الإفريقية، الدكتورة فريدة البنداري، ترى أن زيارة هاكان فيدان، للخرطوم يمكن قراءتها على أن دولة الاحتلال التركي لا تستطيع أن تقف موقف المشاهد؛ إزاء التحركات التي تقوم بها دول الرباعية الدولية أو الدور المصري الساعي؛ لجمع الفرقاء بالسودان المتعثر في الانتقال إلى سلطة منتخبة.

وبينت إن السودان؛ يعدّ محطة استراتيجية مهمة للاحتلال التركي في إفريقيا، بالإضافة إلى ارتباط السودان ببعض الملفات والمصالح التركية في القارة وفي مقدمتها مصالحها بليبيا.

من جانبه، أكد خبير العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية، الدكتور محمود مناع، أن “زيارة هاكان فيدان، يهدد مصالح مصر القومية خاصة أنه يسعى الى تعميم توجه فكري إيديولوجي موالي لفكرة العثمانية التي يعتمدها النظام التركي مشيرا إلى أن تركيا تسعى للسيطرة على مستقبل السودان وأنه يجب على الدولة المصرية السعي لإقامة علاقات جيدة مع المكون المدني بالسودان”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى