البرد يودي بحياة رضيع في الشيخ مقصود

​​​​​​​توفي الطفل الرضيع، حسين عبد الله كيبار، البالغ من العمر (سبعة عشر يوماً)، في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، وذلك نتيجة البرد القارس، ليكون ثاني طفل يتوفى نتيجة البرد.

هنا الشيخ مقصود والأشرفية حيث توشك مزيد من الأصوات على الإنقطاع… أثيرهم صرخات لكن البرد خفضها إلى مجرد أنين هو أيضا يخفت باضطراد..واختلت كيمياء الأجسام فلم يعد الناس هنا يقوون على شيئ منهم من طالب ومنهم من تظاهر ولا مجيب

في مشهد القتل البطيئ هذا خاصرة أضعف.. النساء وكبار السن والأطفال أنّهم في مشافي الشيخ مقصود المفتقدة لكل شيئ تقريباً .. أكثر حالات الاختلاج والإعياء قبل أن تفيض أرواحهم.

سبعة عشر يوماً من العمر لم تشفع للرضيع حسين عبد الله كيبار ليلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة البرد القارس والانقطاع التام لمواد التدفئة ليصبح الثاني بعد الطفل وسام سيدو ذي (الأربعة أعوام )

يفتك البرد والعوز بهؤلاء بينما تحكم قوات حكومة دمشق الحصار على الشيخ مقصود والأشرفية منذ ثلاثة أشهر.. ومعه الطقس أيضا لم يرحم فموجة البرد على أشدها .. الأمراض كذلك تزداد شراسة ومعها عز الدواء وسكان المنطقة مشروع موت بالجملة إن لم يتدخل العالم خلال أيام لا بل خلال ساعات

يعاني الآباء والأمهات معاناة مزدوجة بأجساد باردة وأفئدة تتقطع على صغار يخطفهم الموت من بين أيديهم وأمام أعينهم…. نفذت كل وسائل التدفئة في أحياء يسكنها مئتي الف نسمة

لا ينقص عالم القرن الحادي والعشرين النفط والغذاء بل هو من الوفرة واحد يخفض انتاجه والآخر يرمى بالبحار حفاظا على توازن العرض والطلب … ينقص العالم ربما الكثير من الأخلاق والضمير إن كان للضمير من بقية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى